قال الزجاج: " سمى الله عز وجل عيسى المسيح، وسماه عيسى، وسمي ابتداء أمره كلمة منه فهو - صلى الله عليه وسلم - كلمة من الله ألقاها إلى مريم، ثم كون تلك الكلمة بشرا" (?).

قوله تعالى: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [آل عمران: 45]، " أي اسمه عيسى ولقبه المسيح" (?).

قال ابن كثير: "أي يكون مشهورًا بهذا في الدنيا، يعرفه المؤمنون بذلك" (?).

وفي تسميته بالمسيح أقوال:

أحدها: أنه سمّي بذلك لكثرة سياحته. حكاه ابن كثير عن بعض السلف (?).

والثاني: لأنه مُسِحَ بالبركة، وهذا قول الحسن (?) وسعيد (?).

والثالث: أنه مُسِحَ بالتطهر من الذنوب. وأن المسيح: الصدّيق. قاله إبراهيم (?) وهو اختيار الإمام الطبري (?).

والرابع: وقيل: لأنه كان مسيح القدمين: أي لا أخْمَص لهما (?).

والخامس: وقيل: المسيح بمعنى الماسح، لأنه كان إذا مسح أحدًا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى، فيمسح عين الأعمى والأعور فيبصر (?).

والسادس. ان المسيح: الملك. قاله الكلبي (?)، وأبو عمرو بن علاء (?).

والسابع: وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن. قاله أبو سليمان الدمشقي (?).

والثامن: أن المسيح ضد المسيخ، يقال: مسحه الله أي خلقه خلقا حسنا مباركا، ومسخه أي خلقه خلقا ملعونا قبيحا. قاله أبو الهيثم (?).

والتاسع: وقيل: أن المسيح أصله بالعبرانية "مشيحا" بالشين، فعرّب كما عرّب: موشى بموسى. قاله أبو عبيدة (?).

والقول الأول أشهر، وعليه الأكثر، فـ"سمي به، لأنه يسيح في الأرض أي يطوفها ويدخل جميع بلدانها إلا مكة والمدينة وبئت المقدس، فهو فعيل بمعنى فاعل، فالدجال يمسح الأرض محنة، وابن مريم يمسحها منحة، وعلى أنه ممسوح العين فعيل بمعنى مفعول (?). ومنه قول الشاعر (?):

إن المسيح يقتل المسيحا

قال الثعلبي: " قرأ أبو السماك وهب بن يزيد العدوي: {بكلمة}، مكسورة الكاف مجزومة اللام في جميع القرآن، وهي لغة فصيحة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015