قال ابن كثير: " أما القنوت: فهو الطاعة في خشوع، كما قال تعالى: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116] " (?).

قال الراغب: " القنوت: إدامة الطاعة صلاة كانت أو غيرها من العبادات، ولهذا قال: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} [الزمر: 9] فجعل من جملة القنوت" (?).

وفي قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي} [آل عمران: 43]، ثلاثة أقاويل:

أحدها: يعني أخلصي لربك، وهو قول سعيد (?).

والثاني: أن معناه: أطيعي ربك، وهو قول السدي (?)، وقتادة (?)، والحسن (?).

والثالث: أطيلي القيام في الصلاة، وهو قول مجاهد (?)، والربيع (?)، والأوزاعي (?).

قوله تعالى: {وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43]، أي: و"صلي مع المصلين" (?).

قال مقاتل: " يعني مع المصلين في بيت المقدس" (?).

قال العز بن عبدالسلام: أي: "افعلي كفعلهم، أو صلي في جماعة" (?).

قال الزمخشري: أي: " ولتكن صلاتك مع المصلين في الجماعة" (?).

قال الطبري: أي: " واخشعي لطاعته وعبادته مع من خشع له من خلقه، شكرًا له على ما أكرمك به من الاصطفاء والتَّطهير من الأدناس، والتفضيل على نساء عالم دَهرك" (?).

قال الأوزاعي: " ركدت في محرابها قائمة وراكعة وساجدة حتى نزل الماء الأصفر في قدميها" (?).

قال البيضاوي: " أمرت بالصلاة في الجماعة بذكر أركانها مبالغة في المحافظة عليها، وقدم السجود على الركوع إما لكونه كذلك في شريعتهم أو للتنبيه على أن الواو لا توجب الترتيب" (?).

قال الراغب: " ويحتمل أن يكون في زمانها من كان يقوم ويسجد في صلاته ولا يركع وفيه من يركع، فأمرت بأن تركع مع الراكعين ولا تكون مع من لا يركع" (?).

قال الزجاج: " معنى الركوع قيل: السُّجود، المعنى: اركعي واسجدي، إلا أن الواو إذا ذكرت فمعناها الاجتماع، وليس فيها دليل أن أحد الشَيئين قبل الآخر. لأنها تْؤذن بالاجتماع، والعمل، والحال تدل على تقدم المتقدِّم من الإثنين" (?).

قال الراغب: " وتقديم السجود على الركوع، قيل: لكونه كذلك في شريعتهم، وقيل: تنبيها أن الواو لا تقتضي الترتيب، وقيل: عنى بالسجود الصلاة، لقوله: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40]، وعنى بالركوع الشكر، لقوله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015