ذلك مقبلة على مريم: {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}، فإذا سمع ذلك زكريا قال: إنّ لابنة عمرانَ لشأنًا" (?).

عن عبد الله بن جعفر قال: "سمعت عليًّا بالعراق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خيرُ نسائها مريم بنت عمران، وخيرُ نسائها خديجة" (?).

عن موسى الأشعريّ قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كمل من الرّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء إلا مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد" (?).

الفوائد:

1 - تعظيم شأن مريم-عليها الصلاة والسلام- إذ أمر الله نبيه بأن يذكر قصتها لهذه الأمة.

2 - فضيلة مريم-عليها السلام- إذ خاطبتها الملائمة.

3 - استدل بعض أهل العلم على نبوة مريم بمخاطة الملائكة إياها، ولكن في هذا الاستدلال نظر، لأن مجرد المخاطبة لها لا يثبت نبوتها، لكون النبوة إنما هي لمن أوحي إليه بشرع لا لمن أوحي إليه بثناء أو بتهيئته لما سيكون.

4 - إن الله يصطفي من الناس من يشاء.

5 - براءة مريم-عليها السلام- مما ادعاه اليهود من كونها بغيا، لقوله تعالى: {وطهرك}.

6 - إن مريم مفضلة ومصطفاة على نساء العالمين، كما ثبت في الحديث الشريف.

7 - ومنها: جواز تكرار المناقب، لأن اوصاف الكمال كلما كررت ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوما من قبل.

القرآن

{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)} [آل عمران: 43]

التفسير:

يا مريم داومي على الطاعة لربك، وقومي في خشوع وتواضع، واسجدي واركعي مع الراكعين; شكرًا لله على ما أولاكِ من نعمه.

قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} [آل عمران: 43]، أي: يا مريم: " إِلزمي عبادة ربك وطاعته" (?).

قال الحسن: يقول: اعبدي لربك" (?).

قال الطبري: أي: " أخلصي الطاعة لربك وحده" (?).

قال الزجاج: " أيْ اعبديه بالقول والعمل" (?).

قال الثعلبي: أي: " أطيعي وأطيلي الصلاة، لربك: كلمت به الملائكة شفاها، قال [الأوزاعي: لما قالت لها الملائكة ذلك، قامت في الصلاة حتى ورمت قدماها وسالتا دما وقيحا" (?).

قال مجاهد: " كانت تقوم حتى يتورم كعباها" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015