قال السدي: " قال زكريا: رب فإن كان هذا الصوت منك فـ {اجعل لي آية}، قال: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} " (?).

قوله تعالى: {قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} [آل عمران: 41]، " أي: علامتك عليه أن لا تقدر على كلام الناس إِلا بالإِشارة ثلاثة أيام" (?).

قال الطبري: يعني: "يا زكريا، {آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزًا}، بغير خرس ولا عاهة ولا مرض" (?).

قال ابن كثير: "أي: إشارة لا تستطيع النطق، مع أنك سوي صحيح" (?).

قال عبدالرحمن السلمي: " اعتقل لسانه من غير مرض" (?).

قال السدي: " اعتقل لسانه ثلاثة أيام وثلاث ليال" (?).

قال قتادة: "إنما عوقب بذلك، لأن الملائكة شافهته مشافهة بذلك، فبشَّرته بيحيى، فسأل الآية بعد كلام الملائكة إياه. فأخِذَ عليه بلسانه، فجعل لا يقدر على الكلام إلا ما أومأ وأشار، فقال الله تعالى ذكره، كما تسمعون: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثةَ أيام إلا رمزًا} " (?).

قال الربيع: ": ذكر لنا، والله أعلم، أنه عوقب، لأن الملائكة شافهته مشافهة، فبشرته بيحيى، فسأل الآية بعدُ، فأخِذَ بلسانه" (?).

وفي قوله تعالى: {آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} [آل عمران: 41]، ثلاثة أوجه من التفسير:

أحدها: الرمز بالشفتين، وهو قول ابن عباس-في احد قوليه- (?).

وقال مجاهد: "تحريك الشفتين" (?)، وفي رواية أخرى له: "كلام بالشفتين"" (?)، وروي عن عكرمة وخصيف نحو ذلك (?).

والثاني: الإماءة والإشارة، وهو قول ابن عباس (?)، والحسن (?)، والسدي (?)، وقتادة (?)، ومحمد بن إسحاق (?)، وابن زيد (?)، والضحاك (?)، والربيع (?)، وعبدالله بن كثير (?)، وأبي عبدالرحمن السلمي (?)، ومحمد بن كعب (?)، وزيد بن أسلم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015