قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران: 32]، أي: قل يا محمد: "أطيعوا أمر الله وأمر رسوله" (?).

قال محمد ابن إسحاق: "أطيعوا الله والرسول وأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم" (?).

قال الطبري: أي: " قل، يا محمد، لهؤلاء الوفد من نصارى نجران: أطيعوا الله والرسول محمدًا، فإنكم قد علمتم يقينًا أنه رسولي إلى خلقي، ابتعثتُه بالحق، تجدونه مكتوبًا عندكم في الإنجيل" (?).

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [آل عمران: 32]، أي: فإن" استدبروا عما دعوتهم إليه من ذلك، وأعرضوا عنه" (?).

قال ابن عباس: " يعني: الكفار تولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم" (?).

قال محمد بن إسحاق: "فإن تولوا على كفرهم" (?).

قال الثعلبي: أي: " أعرضوا عن طاعتهما" (?).

قال ابن كثير: أي فإن" أي: خالفوا عن أمره" (?).

قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32]، أي: فإن الله "لا يحب من كفر بآياته" (?).

قال الثعلبي: أي: " لا يرضى فعلهم ولا شيء لهم ولا يغفر لهم" (?).

أخرج ابن أبي حاتم "عن سفيان بن عيينة قوله: {فإن الله لا يحب}، قال: لا يقرب" (?).

قال ابن كثير: " فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون، بل أولو العزم منهم - في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته" (?).

الفوائد:

1 - عناية الله تعالى بطاعته وطاعة الرسول، وذلك لتصدر الأمر بـ {قل}، والقرآن كله قد أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم- أن يقوله.

2 - من فوائد الآية وجوب طاعة رسوله-صلى الله عليه وسلم-، وأن طاعته من طاعة الله.

3 - إثبات رسالته –صلى الله عليه وسلم، لقوله: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}.

القرآن

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)} [آل عمران: 33]

التفسير:

إن الله اختار آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران، وجعلهم أفضل أهل زمانهم.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ} [آل عمران: 33]، أي: إن الله "اختار للنبوة صفوة خلقه منهم آدم أبو البشر" (?).

قال أبو مالك: " {اصطفى}، يعني: اختار" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015