قال الحسن: " فضلهم الله على العالمين بالنبوة على الناس كلهم، كانوا هم الأنبياء والأتقياء المطيعين لربهم" (?).
قال مقاتل: " يعني: اختار من الناس لرسالته آدم" (?).
قال ابن كثير: " فاصطفى آدم، عليه السلام، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه الجنة ثم أهبطه منها، لما له في ذلك من الحكمة" (?).
قال الزجاج: " معنى اصطفاهم في اللغة: اختارهم أي جعلهم صفوة خلقه، وهذا تمثيل بما يُرى، لأن العرب تمثل المعلوم بالشيءِ المرئي، وإذا سمع السامع ذلك المعلوم كان عنده بمنزلة ما يشاهده عِياناً، فنحن نعين الشيء الصافي أنه النقى من الكدر، فكذلك صفوة اللَّه من خلقه" (?).
وفي معنى الإصطفاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىَ} [آل عمران: 33]، ثلاثة أوجه:
أحدها: اصطفى دينهم أي اختاره على سائر الأديان. والتقدير: إن الله اصطفى دينهم وهو دين الإسلام، فحذف المضاف. وهذا قول الفراء (?).
والثاني: أن المعنى: اختارهم للنبوة على عالمي زمانهم، فاصطفى آدمَ بالرسالة إلَى الملاتكة وإلى ولده، واصطفى نوحاً وإبراهيم وآله بالرِّسالة. أفاده الزجاج (?).
والثالث: أنه اصطفاهم بتفضيلهم في الأمور التي ميزهم بها على أهل زمانهم. أفاده الماوردي (?).
قوله تعالى: {وَنُوحًا} [آل عمران: 33]، أي: واختار نوحا"شيخ المرسلين" (?).
قال ابن كثير: " واصطفى نوحا، عليه السلام، وجعله أول رسول بعثه إلى أهل الأرض، لما عبد الناس الأوثان، وأشركوا في دين الله ما لم ينزل به سلطانا، وانتقم له لما طالت مدته بين ظَهْرَاني قومه، يدعوهم إلى الله ليلا ونهارًا، سرا وجهارًا، فلم يزدهم ذلك إلا فرارًا، فدعا عليهم، فأغرقهم الله عن آخرهم، ولم يَنْجُ منهم إلا من اتبعه على دينه الذي بعثه الله به" (?).
قوله تعالى: {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 33]، " أي عشيرته وذوي قرباه" (?).
قال مقاتل: " يعني إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب والأسباط" (?).
قال ابن عباس: " هم المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلى الله عليه وسلم" (?).
وقال أيضا: " إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمدا بالرؤية " (?).
قال ابن كثير: " واصطفى آل إبراهيم، ومنهم: سيد البشر وخاتم الأنبياء على الإطلاق محمد صلى الله عليه وسلم" (?).
قال قتادة: " ذكر الله تعالى أهل بيتين صالحين، ففضلهما على العالمين، فكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم" (?).