وبالخفض صفات مدح، فالخفض على النعت، وقيل في الخفض إنه بدل أو عطف بيان (?).
والثاني: رالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قرأ بها عيسى وابن عمرو.
والثالث: {الرَّحِيمِ مَّالك}، قرأ بها السوسي، وأبو عمرو، ويعقوب، المطوعي، وابن محيصن، الحسن، اليزيدي.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: إثبات هذين الاسمين الكريمين. {الرحمن الرحيم} لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل ..
2 - ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: {رب العالمين} كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟ " قال تعالى: {الرحمن الرحيم}.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد" (?) ".
القرآن
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4]
التفسير:
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة، وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر، وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح، والكف عن المعاصي والسيئات.
قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، "أي: هو سبحانه المالك للجزاء والحساب، المتصرف في يوم الدين تصرّف المالك في ملكه" (?).
قال التستري: " أي: يوم الحساب" (?).
قال ابن عباس: " يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معهُ حكمًا كمِلْكِهم في الدنيا" (?).
قال مقاتل: "يعنى: مالك يوم الحساب كقوله- سبحانه- {إِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات: 53]، يعني لمحاسبون وذلك أن ملوك الدُّنْيَا يملكون فِي الدُّنْيَا فأخبر- سُبْحَانَهُ- أَنَّهُ لا يَمْلك يوم الْقِيَامَة أحد غيره فذلك قوله- تعالى-: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار: 19] " (?).
و(المالك) في اللغة: " (الفاعل) من الملك، يقال: ملك فلان الشيء يملِكُه مُلكا ومِلكا ومَلْكا ومَلَكة، ومَمْلَكة ومَمْلَكة، ويقال: إنه لحسن الملْكَة والمِلْك، وأصل المُلك والمِلك راجع إلى معنى