قال الحسين بن الفضل: "غلط الراوي؛ لأن الرقة في صفة الباري لا تصح. وإنما هما أسمان رفيقان أحدهما أرفق من الآخر" (?).

قال الواحدي: "يدل على هذا ما روي في الخبر: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف" (?)، وسمعت من يقول: معنى قول ابن عباس (اسمان رقيقان) أي يدلان فينا على الرقة" (?).

وقد أخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن صفوان التميمي في قوله: " {الرحمن الرحيم}، قال: هما رقيقان أحدهما أرق من الآخر" (?).

والقول الثاني: أنهما مشتقان من رحمتين، والرحمة التي اشتق منها الرحمن، غير الرحمة التي اشتق منها الرحيم، ليصح امتياز الاسمين، وتغاير الصفتين، ومن قال بهذا القول اختلفوا في الرحمتين على ثلاثة أقوال:

أحدها: أن الرحمن مشتق من رحمة الله لجميع خلقه، والرحيم مشتق من رحمة الله لأهل طاعته.

قال الضحاك: " الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة" (?).

والقول الثاني: أن الرحمن مشتق من رحمة الله تعالى لأهل الدنيا والآخرة، والرحيم مشتق من رحمتِهِ لأهل الدنيا دُون الآخرة.

والقول الثالث: أن الرحمن مشتق من الرحمة التي يختص الله تعالى بها دون عباده، والرحيم مشتق من الرحمة التي يوجد في العباد مثلُها.

وقد اخرج ابن أبي حاتم عن الحسن: " الرحمن: اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه" (?).

قال الشيخ ابن عثيمين: وذكر هذين الاسمين الكريمين في البسملة التي تتقدم فعل العبد وقوله، إشارة إلى أن الله إذا لم يرحمك فلن تستفيد لا من هذا الفعل ولا من هذا القول، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لن يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" (?).

وفي قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، ثلاثة أوجه للقراءة (?):

أحدها: {الرَّحْمَن ِ الرَّحِيمِ}، قرأ بها نافع، ابن كثير، أبو عمر، ابن عامر، عاصم، حمزة، الكسائي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015