فيكون الفرق في المبالغة، وفرَّق أبو عبيدة بينهما، فقال بأن الرحمن ذو الرحمة، والرحيم الراحم" (?).

واختلفوا في اشتقاق (الرحمن والرحيم)، على قولين (?):

أحدهما: أنهما مشتقان من رحمة واحدةٍ، جُعِل لفظ الرحمن أشدَّ مبالغة من الرحيم.

قال وكيع: " (الرحيم) أشد مبالغة؛ لأنه ينبئ عن رحمته في الدنيا والآخرة ورحمة الرحمانية في الدنيا دون الآخرة" (?).

وقالوا: إنهما بمعنى واحد كندمان ونديم، ولهفان ولهيف، وجيء بهما للتأكيد والإشباع، كقولهم: جادٌّ ومُجِدُّ، وقول طَرْفَه (?) (?):

مَالِي أَرَانِي وابْنَ عَمِّي مَالِكًا ... مَتَى أَدْنُ مِنْه يَنْأَ مِنِّي وَيَبْعُدِ

وقول عدي (?) (?):

وَقدَّدَت الأَدِيَم لِرَاهِشيْه ... وأَلْفى قَولَهَا كَذِبًا وَمَيْنَا

في أمثال لهذا، وروي عن ابن عباس أنه قال: " الرحمن الرحيم، اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015