قال مجاهد: " محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه" (?).

قال سعيد بن جبير: " {في سبيل الله}، يعني: في طاعة الله" (?).

قال القاسمي: " وهم النبيّ وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا. معهم فرسان وست أدرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة" (?).

وفي قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 13]، وجوه من القراءة (?):

إحداها: {فئة تقاتل}، برفع {فئة} على خبر ابتداء، تقديره إحداهما فئة، وهي قراءة الجمهور.

والثانية: {فئة}، بالخفض على البدل، قرأ بها مجاهد والحسن والزهري وحميد.

والثالثة: {فئة}، بالنصب، وهي قراءة ابن أبي عبلة.

قوله تعالى: {وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} [آل عمران: 13]، " أي: وطائفة أخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت وهم كفار قريش" (?).

قال مجاهد: " مشركي قريش يوم بدر" (?).

قال القاسمي: " وهم مشركو قريش وكانوا قريبا من ألف" (?).

وقرأ ابن أبي عبلة: {كافرة}، بالنصب (?)، اجازه الزجاج، وقال: "المعنى: التقتا مؤمنة وكافرة، ويجوز نصبها على: أعني فئة تقاتل .. " (?).

قوله تعالى: {يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ} [آل عمران: 13]، أي يرى الكافرون المؤمنين أكثر منهم مرتين" (?).

قال قتادة: " يضعفون عليهم، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين يوم بدر" (?).

قال السدي: " هذا يوم بدر. قال عبد الله بن مسعود: قد نظرنا إلى المشركين، فرأيناهم يُضْعِفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا، وذلك قول الله عز وجل: (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) [سورة الأنفال: 44] " (?).

قوله تعالى: {رَأْيَ العين} [آل عمران: 13]، أي: رؤية حقيقية لا بالخيال" (?).

قال الزمخشري: " يعنى رؤية ظاهرة مكشوفة لا لبس فيها، معاينة كسائر المعاينات" (?).

وفي تفسير {مِّثْلَيْهِمْ} [آل عمران: 13]، قولان:

أحدهما: أنهم مثلان زائدان على العدد المُتَحَقِّق، فيصير العدد ثلاثة أمثال، قاله الفراء (?).

والثاني: هو المزيد في الرؤية، قاله الزجاج (?).

واختلفوا في المخاطب بهذه الرؤية على قولين:

أحدهما: أنها الفئة المؤمنة التي تقاتل في سبيل الله، بأن أراهم الله مشركي قريش يوم بدر مثلي عدد أنفسهم، لأن عدة المسلمين كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وعدة المشركين في رواية عليٍّ (?) وابن مسعود (?) ألف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015