قوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 12]، أي بئس المهاد والفراش الذي تمتهدونه نار جهنم" (?).

قال الطبري: أي: "وبئس الفراش جهنم التي تحشرون إليها" (?).

وفي تفسير: قوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 12]، وجهان:

أحدهما: بئس ما مهدوا لأنفسهم، قاله مجاهد (?).

والثاني: معناه بئس القرار، قاله الحسن (?).

وفي {بِئْسَ} وجهان (?):

أحدهما: أنه مأخوذ من البأس، وهو الشدة.

والثاني: أنه مأخوذ من البأساء وهو الشر.

الفوائد:

1 - أن الله يجمع للكفار بين عقوبتين: عقوبة في الدنيا وأخرى في القيامة.

2 - إثبات عذاب النار، لقوله: {وتحشرون إلى جهنك}.

3 - إنشاء الذم للنار، لقوله: {وبئس المهاد}.

القرآن

{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} [آل عمران: 13]

التفسير:

قد كان لكم -أيها اليهود المتكبرون المعاندون- دلالة عظيمة في جماعتين تقابلتا في معركة "بَدْر": جماعة تقاتل من أجل دين الله، وهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجماعة أخرى كافرة بالله، تقاتل من أجل الباطل، ترى المؤمنين في العدد مثليهم رأي العين، وقد جعل الله ذلك سببًا لنصر المسلمين علبهم. والله يؤيِّد بنصره من يشاء من عباده. إن في هذا الذي حدث لَعِظة عظيمة لأصحاب البصائر الذين يهتدون إلى حكم الله وأفعاله.

قوله تعالى: {{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} [آل عمران: 13]، أي قد كان لكم يا معشر اليهود عظة وعبرة في طائفتين التقتا للقتال يوم بدر" (?).

قال ابن عباس: " أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" (?).

قال الربيع: " كان ذلك يوم بدر، كان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا. وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا" (?).

قال الواحدي: " وأراد بالـ {آية}: علامة تدل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم –" (?).

قال ابن عطية: " والفئة: الجماعة من الناس سميت بذلك لأنها يفاء إليها، أي يرجع في وقت الشدة" (?).

وقال الزجاج: الفئة الفرقة، مأخوذة من فأوت رأسه بالسيف، ويقال: فأيته إذا فلقته" (?).

قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 13]، " أي طائفةٌ مؤمنة تقاتل لإِعلاء دين الله " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015