وفي رواية عروة (?)، وقتادة (?)، والربيع (?) ما بين تسعمائة إلى ألف، فقلَّلهم الله في أعينهم تقوية لنفوسهم، قاله ابن مسعود (?)، والحسن (?)، وابن جريج (?).
والثاني: أن الفئة التي أراها الله ذلك هي الفئة الكافرة، أراهم الله المسلمين مثلي عددهم مكثراً لهم، لتضعف به قلوبهم (?).
قال الماوردي: "والآية في الفئتين هي تقليل الكثير في أعين المسلمين، وتكثير القليل في أعين المشركين، وما تقدم من الوعد بالغلبة، فتحقق، قتلاً، وأسراً، وسبياً " (?).
قوله تعالى: {والله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ} [آل عمران: 13]، أي: والله"يقوي بنصره من يشاء" (?).
قال الماوردي: " يعني من أهل طاعته" (?).
قال ابن عباس: " فأيد الله المؤمنين بنصره قال: كان هذا في التخفيف على المؤمنين" (?).
وفي معنى التأييد في هذا الموضع وجهان (?):
أحدهما: أنه المعونة.
والثاني: القوة.
قال ابن عطية: " {يُؤَيِّدُ}، معناه: يقوي من الأيد وهو القوة (?).
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} [آل عمران: 13]، أي: " لقد كان لهم في هؤلاء عبرة وتفكر" (?).
قال الربيع: " لقد كان في هؤلاء عبرة ومتفكر" (?).
قال النسفي: أي: "في تكثير القليل لعظة " (?).
قال ابن كثير: " أي: إن في ذلك لمعتبرًا لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكم الله وأفعاله، وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" (?).
قوله تعالى: {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13]، أي: "لذوي العقول السليمة والأفكار المستقيمة" (?).
قال النسفي: أي: " لذوي البصائر" (?).
قال الصابوني: " ومغزى الآية أن القوة المادية ليست كل شيء، وأن النصر لا يكون بكثرة العَدد والعتاد، وإِنما يكون بمعونة الله وتأييده كقوله: {إِن يَنصُرْكُمُ الله فَلا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160] " (?).
الفوائد: