4 - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يجب علينا أن نؤمن إيمانا لاشك فيه بهذا اليوم؛ فإن شك أحد أو أنكر فليس بمؤمن فهو كافر؛ والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام وإن شئت فقل: أربعة: مؤمن إيمانا لاريب فيه؛ وشاك؛ وكافر منكر؛ وكافر مجادل؛ يعني مع كونه منكرا يجادل ويخاصم؛ كفار قريش من أي الأنواع؟ من النوع الرابع، المنكر المجادل؛ ومن الناس من هو منكر لا يجادل لكنه في نفسه منكر ما صدق؛ ومن الناس من هو متردد شاك؛ ومن الناس من هو مؤمن إيمانا يقينيا كأنه رأي العين في قلبه.

5 - ومن فوائد الآية الكريمة: انتفاء صفة خلف الوعد عن الله عز وجل؛ لقوله: : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9]، وانتفاء هذه الصفة يتضمن كماله في شيئين وهما: الصدق والقدرة؛ فلكمال صدق الله عزوجل ولكمال قدرته لا يخلف الميعاد بل لابد أن يقع ما وعد به

5 - الفرق بين الشك والريب، أن"الريب" شك مع قلق، وأما "الشك": فشك بدون قلق؛ يعني يكون متردد لكن ما يكون معه قلق نفسي؛ لكن هذا لأن الأمر فيه هام يكون فيه قلق للمشك فيه، لكن المؤمنين لا يشكون فيه لا يرتابون فيه.

6 - أفاد الالتفات في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9]، تنبيه المخاطب، كما أن مجيئه بصيغة الغائب أبلغ في التعظيم.

القرآن

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)} [آل عمران: 10]

التفسير:

إن الذين جحدوا الدين الحق وأنكروه، لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئًا إن وقع بهم في الدنيا، ولن تدفعه عنهم في الآخرة، وهؤلاء هم حطب النار يوم القيامة.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 10]، " أي إن الذين جحدوا بآيات الله وكذبوا رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم" (?).

قال الطبري: " إن الذين جحدوا الحق الذي قد عرفوه من نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل ومنافقيهم ومنافقي العرب وكفارهم" (?).

وأصْلُ (الكفر) عند العرب: تَغطيةُ الشيء، ولذلك سمَّوا الليل " كافرًا "، لتغطية ظُلمته ما لبِستْه، كما قال الشاعر (?):

فَتَذَكَّرَا ثَقَلا رًثِيدًا، بَعْدَ مَا ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَهَا في كافِرِ

وقال لبيدُ بن ربيعة (?):

يَعْلُو طَريقةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِرَا ... فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومُ غَمَامُهَا

يعني غَطَّاها، فكذلك الذين جحدوا النبوّة من الأحبار من اليهود غَطَّوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكَتَمُوه الناسَ - مع علمهم بنبوّته، ووُجُودِهم صِفَتَه في كُتُبهم - فقال الله جل ثناؤه فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} [سورة البقرة: 159] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015