قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [آل عمران: 10]، " أي لن تفيدهم الأموال والأولاد في الآخرة، من عذاب الله وأليم عقابه " (?).

قال الطبري: "، يعني بذلك أنّ أموالهم وأولادهم لن تُنجيهم من عقوبة الله إن أحلَّها بهم - عاجلا في الدنيا على تكذيبهم بالحق بعد تبيُّنهم" (?).

قال الثعلبي: " أي لن ينفع، ولن يدفع وإنما سمى المال غنى لأنه ينفع الناس ويدفع عنهم الفقر والنوائب" (?).

قال أبو السعود: " وتأخيرُ الأولاد عن الأموال مع توسيط حرف النفي بينهما إما لعراقة الأولادِ في كشف الكروب أو لأن الأموال أولُ عُدّة يُفزع إليها عند نزول الخطوب" (?).

وفي قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ} [آل عمران: 10]، وجوه من القراءة:

أحداها: {لن تغنى} بسكون الياء، قرأ بها قرأ على -رضى اللَّه عنه-"وهذا من الجدّ في استثقال الحركة على حروف اللين" (?).

والثاني: {يغني}، بالياء المتقدمة من الفعل ودخول [الحائل] بين الاسم والفعل. قرأ بها السلمي (?).

قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10]، أي أولئك "هم حطب جهنم الذي تُسْجر وتوقد به النار"" (?).

قال الطبري: " يعني بذلك: حَطبُها" (?).

عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس قالت: "بينما نحن بمكة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فنادى: اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، ثلاثا، فقام عمر بن الخطاب فقال: نعم، ثم أصبح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى موطنه، وليخوضن البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرءونه ثم يقولون: قد قرأنا القرآن، وعلمنا فمن هذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟ قالوا: يا رسول الله: فمن أولئك؟ . قال أولئك منكم (?)، وأولئك هم وقود النار" (?).

الفوائد:

1 - من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الكفار لا ينتفعون بأموالهم ولا أولادهم.

2 - ومن الفوائد أيضا: إن الكفار لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا.

3 - ومن فوائدها: أن المؤمنين قد ينتفعون بأموالهم وأولادهم وهو كذلك؛ فالمؤمن يتصدق بماله فينتفع، ويدعوا له ولده في حياته وبعد موته فينتفع؛ أما الكافر فلا ينتفع ولو دعا له ولده، كما لا يحل لولده أن يدعوا له، إلا إذا كان حيا فيحل أن يدعوا له بالهداية، وأما أن يدعوا له بعد موته فلا يمكن أن يدعوا له.

4 - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكافر يملك؛ وجهه قوله: {أموالهم}، فأضاف المال إليه وهو دليل على أن الكافر يملك ماله.

5 - ومن فوائد الآية: تشجيع قلوب المؤمنين على الكافرين؛ وجهه أن أموالهم وأولادهم لا تغني من الله شيئا؛ فإذا انتصرنا بالله فإن ما عندهم من الأسلحة، والذخائر، والأموال، والأولاد لا يغنيهم من الله شيئا، ولهذا لو شاء الله عزوجل أن يبطل جميع ما فعلوه لأبطله.

القرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015