والثالث: أنه التوراة. قاله أبو صالح (?). ورده ابن كثير؛ نظرا لتقدم ذكر التوراة (?).

والرابع: أنه كتاب بحق. قاله الحسن (?).

والخامس: أنه الزبور. كما قال تعالى: {وَءَاتَيْنَا دَاوُادَ زَبُورًا} [النساء: 163] (?).

والسادس: أن في الآية تقديم وتأخير تقديره: "وأنزل التوراة والانجيل والفرقان فيه هدى للناس". قاله السدي (?).

السابع: يريد به جميع الكتب، لأنه فرّق فيها بين الحق والباطل. قاله ابن باس في رواية عطاء عنه (?).

قال الزمخشري: أنه "جنس الكتب السماوية، لأن كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل" (?).

واختلف في سبب تسمية القرآن بـ {الفرقان} على أقوال (?):

أحدها: أنه سمي بذلك، لأنه فرق بين الحق والباطل في أمر عيسى عليه السلام، الذي جادل فيه الوفد. قاله محمد بن جعفر (?)، وأبو سليمان الدمشقي (?).

الثاني: أنه فرق بين الحق والباطل في أحكام الشرائع، وفي الحلال والحرام ونحوه. قاله قتادة والربيع وغيرهما (?).

الثالث: "أن الْفُرْقانَ هنا كل أمر فرق بين الحق والباطل، فيما قدم وحدث، فيدخل في هذا التأويل طوفان نوح، وفرق البحر لغرق فرعون، ويوم بدر، وسائر أفعال الله تعالى المفرقة بين الحق والباطل، فكأنه تعالى ذكر الكتاب العزيز، ثم التوراة والإنجيل، ثم كل أفعاله ومخلوقاته التي فرقت بين الحق والباطل، كما فعلت هذه الكتب. حكاه ابن عطية عن بعض المفسرين (?).

قال ابن عطية: " والْفُرْقانَ يعم هذا كله" (?).

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [آل عمران: 5]، أي: إن الذين جحدوا بها وأنكروها، وردّوها بالباطل، لهم عذاب شديد يوم القيامة (?).

قال الربيع بن أنس: " يعني: النصارى" (?).

قال السدي: " قوله: {بآيات الله}، بمحمد صلى الله عليه وسلم" (?).

قال الطبري: " إنّ الذين جحدوا أعلام الله وأدلته على توحيده وألوهته، وأن عيسى عبدٌ له، واتخذوا المسيح إلهًا وربًّا، أو ادَّعوه لله ولدًا، لهم عذاب من الله شديدٌ يوم القيامة" (?).

قال الصابوني: أي: "جحدوا بها وأنكروها وردّوها بالباطل، لهم عذاب عظيم أليم في الآخرة" (?).

قال القاسمي: " وهذا الوعيد. جيء به إثر ما تقدم حملا على الإذعان، وزجرا عن العصيان" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015