الفوائد:

1 - إثبات علو الله، لقوله تعالى: {نزّل}، و {أنزل}، والنزول لايكون إلا من الأعلى.

2 - ومنها: أن القرآن الكريم منزل، قال تعالى: {نزّل عليك}، ومجرد كونه منزلا لايستلزم ألا يكون مخلوقا، لأن الله قد ينزل المخلوق، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} [ق: 9]، وقال: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} [الرعد: 17]، والماء مخلوق، لكن بالنظر لكون القرآن كلاما يستلزم ألا يكون مخلوقا، لأن الكلام صفة المتكلم، وصفة الخالق غير مخلوقة.

نستنتج بأن القرآن غير مخلوق لكونه نزل من عند الله وهو كلام، والكلام صفة المتكلم، والصفة تابعة للموصوف.

3 - فضل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وميزته، لقوله تعالى: {نزّل عليك الكتاب بالحق}، فأنزل القران الى الرسول مباشرة وبواسطته الينا، إذ بلّغه الينا، ومعلوم أن الأصل أشرف من الفرع.

4 - أن القرآن مشتمل على الحق، لقوله: {بالحق}، فقد جاء بالحق ونزل به، قال تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الإسراء: 105]، فالحق في الأخبار الصدق، والحق في الأحكام العدل، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].

5 - فضيلة القرآن لوصفه بالحق نزولا وتضمنا، ولوصفه بالتصديق لما بين يديه.

6 - جواز التعبير بالمجاز، لقوله تعالى {لما بين يديه}، لأن الكلمة دلت على معناها في سياقها.

7 - أن التوراة النازلة على موسى، والإنجيل النازل على عيسى عليهما الصلاة والسلام حق، لقوله: : {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}، والإشارة أنهما نسخا بالقرآن، كما قال في سورة المائدة: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48].

القرآن

{مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)} [آل عمران: 4]

التفسير:

من قبل نزول القرآن; لإرشاد المتقين إلى الإيمان، وصلاح دينهم ودنياهم، وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل. والذين كفروا بآيات الله المنزلة، لهم عذاب عظيم. والله عزيز لا يُغَالَب، ذو انتقام بمن جحد حججه وأدلته، وتفرُّده بالألوهية.

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلُ} [آل عمران: 4]، أي: "من قبل هذا القرآن" (?).

قال الطبري: " من قبل الكتاب الذي نزله عليك" (?).

قال الصابوني: " من قبل إِنزال هذا القرآن " (?).

وقوله {مِنْ قَبْلُ} متعلق بـ {أَنْزَلَ}، والمعنى: وأنزل التوراة والإنجيل من قبل تنزيل القرآن (?).

قوله تعالى: {هُدًى لِلنَّاسِ} [آل عمران: 4]، أي: "هدى للناس من الضلال" (?).

قال الشعبي: " هدى من الضلالة" (?).

قال قتادة: " بيان من الله" (?).

وعن قتادة ايضا: " عصمة لمن أخذ به، وصدق به، وعمل بما فيه" (?).

قال الثعلبي: " هاد لمن تبعه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015