روي " عن ابن عباس، في قول الله: {ولا تحمل علينا إصرا}، قال: ولا أحمل عليكم" (?). وروي عن أبي هريرة (?)، وسعيد بن جبير (?)، مثل ذلك.
قال ابن سيرين: "قال أبو هريرة، لابن عباس: ما علينا من حرج أن نزني أو نسرق؟ قال: بلى. ولكن الإصر الذي على بني إسرائيل، وضع عنكم" (?).
وقال الفضيل: " كان الرجل من بني إسرائيل، إذا أذنب، قيل له: توبتك أن تقتل نفسك، فيقتل نفسه فوضعت الآصار عن هذه الأمة" (?).
واختلفت عبارات السلف والمفسرين في المراد بـ (الإصر) في الآية على أقوال:
أحدها: أنه الثِقْل والتشديد والأمر الغليظ والعمل الشاق، قاله الربيع (?) وابن وهب (?)، ومالك والزجاج وأبو عبيدة وابن قتيبة والزمخشري والرازي وابن كثير والقرطبي والشوكاني وصديق خان، وهذا الأصل في معناه، قال الثعلبي: "والأصل في هذا كله العقد والإحكام، ويقال للشيء الذي تعقد به الأشياء: الإصار" (?).
الثاني: أنه العهد والميثاق، قاله ابن عباس (?)، ومجاهد (?) وقتادة (?)، والسدي (?)، وابن جريج (?)، والضحاك (?)، والربيع (?)، والحسن (?)، ومقاتل بن حيان (?)، واختاره ابن جرير (?) والبغوي (?)، وهذا تفسير باللازم.
الثالث: أنه الإثم والذنب الذي ليس فيه توبة ولا كفارة، قاله ابن زيد (?). قال البغوي: و" معناه اعصمنا من مثله" (?).
الرابع: أن المراد بقوله: {وَلا تَحْمِلْ عَلَينَا إصْرً} أي: لا تمسخنا قردة وخنازير، قاله عطاء (?).
وهذان الأخيران نتيجة لعدم القيام بالأمر الثقيل الذي واثقوا على القيام به (?).