والثاني: من الخطأ الذي هو الجهل والسهو.
والراجح-والله أعلم- هو القول الثاني "لأن ما كان عمدا من الذنب غير معفو عنه، بل هو في مشيئة الله تعالى ما لم يكن كفرا" (?).
وفي تفسير قوله تعالى: {أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] وجهان (?):
أحدهما: ما تأولوه من المعاصي بالشبهات.
والثاني: ما عمدوه من المعاصي التي هي خطأ تخالف الصواب.
قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} [البقرة: 285]، "" أي ولا تكلفنا بالتكاليف الشاقة التي نعجز عنها" (?).
قال الواحدي: " أي: عهدا وميثاقا لا نطيقه ولا نستطيع القيام به" (?).
قال ابن كثير: أي: " لا تكلّفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها" (?).
قال البغوي: " أي عهدا ثقيلا وميثاقا، لا نستطيع القيام به، فتعذبنا بنقضه وتركه" (?).
قال ابن عثيمين: " وكرر النداء تبركاً بهذا الاسم الكريم، وتعطفاً على الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا من أسباب إجابة الدعاء؛ و «الإصر» هو الشيء الثقيل الذي يثقل على الإنسان من التكاليف، أو العقوبات" (?).
قوله تعالى: {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 285]، أي: "كما كلفت بها من قبلنا من الأمم" (?).
قال ابن عثيمين: " أي اليهود، والنصارى، وغيرهم" (?).
قال مقاتل: " كما حملته على اليهود والنصارى فأهلكتهم" (?).
قال البغوي: "يعني اليهود، فلم يقوموا به فعذبتهم، يدل عليه قوله تعالى: {وأخذتم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81]، أي: عهدي" (?).
قال ابن كثير: أي: " كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والآصار التي كانت عليهم، التي بعثتَ نبيَك محمدًا صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به، من الدين الحنيف السهل السمح" (?).
قال القرطبي: " وهو أنه حرم عليهم الطيبات بظلمهم، وكانوا إذا أذنبوا بالليل وجدوا ذلك مكتوبا على بابهم، وكانت الصلوات عليهم خمسين، فخفف الله عن هذه الأمة وحط عنهم بعد ما فرض خمسين صلاة" (?). قال البغوي: و" يدل عليه قوله تعالى: {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} [الأعراف: 157] " (?).