قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ} [البقرة: 284]، " أي: فيعفو عمن يشاء" (?).
قال السعدي: " وهو لمن أتى بأسباب المغفرة" (?).
قال الزحيلي: " والله تعالى يغفر لمن يشاء ذنبه، بتوفيقه إلى التوبة والعمل الصالح الذي يمحو السيئة" (?).
وقال النقاش: " {يغفر لمن يشاء}، أي: لمن ينزع عنه" (?).
وقال الزمخشري: " لمن استوجب المغفرة بالتوبة مما أظهر منه" (?). قال أبو حينان: " وهذه نزعة إعتزالية، وأهل السنة يقولون: إن الغفران قد يكون من الله تعالى لمن مات مصرّاً على المعصية ولم يتب، فهو في المشيئة، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِا وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَالِكَ لِمَن يَشَآءُ} " (?).
أخرج ابن المنذر عن " سفيان في قوله: " {فيغفر لمن يشاء}، قال: يغفر لمن يشاء بالكبير" (?). وروي عن مجاهد مثل ذلك (?).
وروي " عن ابن عباس، قوله: {فيغفر لمن يشاء}، قال: فأما المؤمنون، فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم" (?).
قال ابن عثيمين: " و «المغفرة» ستر الذنب مع التجاوز عنه؛ لأن مادة «غفر» مأخوذة من المغفر - وهو ما يلبسه المقاتل على رأسه ليتقي بها السهام؛ وهو جامع بين ستر الرأس، والوقاية" (?).
واختلفت القراءة في قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} [البقرة: 284]، على وجوه (?):
أحدها: {فَيَغْفِرُ} و {يُعَذِّبُ} بالرفع، قرأه ابن عامر وعاصم، ووجه أنه قطعه من الأول على أحد وجهين: إما أن يجعل الفعل خبراً لمبتدإ محذوف فيرتفع الفعل لوقوعه موقع خبر المبتدأ، وإمّا أن يعطف جملة من فعل وفاعل على ما تقدمها (?).