قوله تعالى: {مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ} [البقرة: 282]، أي: " من العدول المرتضَى دينهُم وصلاحهم" (?).
قال الزمخشري: " ممن تعرفون عدالتهم" (?).
قال الصابوني: " ممن يُوثق بدينهم وعدالتهم" (?).
وقوله تعالى: {مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ} [البقرة: 282]، فيه وجهان (?):
أحدهما: أنهم الأحرار المسلمون العدول، قاله الربيع (?) والضحاك (?)، ومقاتل (?)، وإبراهيم (?)، وابن عباس (?)، وهو قول الجمهور (?).
والثاني: أنهم عدول المسلمين وإن كانوا عبيدا، وهو قول شريح (?)، وإسحاق بن راهويه (?)، وأحمد بن حنبل (?)، وعثمان البتّي (?)، وأبي ثور (?).
قال ابن عطية: "وقوله تعالى: {مِنْ رِجالِكُمْ}، نص في رفض الكفار والصبيان والنساء، وأما العبيد فاللفظ يتناولهم" (?).
قال ابن بكير وغيره: "قوله {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ}، مخاطبة للحكام" (?).قال ابن عطية: "وهذا غير نبيل، إنما الخطاب لجميع الناس، لكن المتلبس بهذه القضية إنما هم الحكام، وهذا كثير في كتاب الله يعم الخطاب فيما يتلبس به البعض، وفي قوله: مِمَّنْ تَرْضَوْنَ دليل على أن في الشهود من لا يرضى، فيجيء من ذلك أن الناس ليسوا بمحمولين على العدالة حتى تثبت لهم" (?).
قوله تعالى: {أنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282]، "أي: تنسى إحدى المرأتين الشهادة فتذكّرها الأخرى، وهذا علةٌ لوجوب الاثنين لنقص الضبط فيهن" (?).
قال الزمخشري: " أن لا تهتدى إحداهما للشهادة بأن تنساها، من ضل الطريق إذا لم يهتد له" (?).
قال سعيد بن جبير في قول الله: " {فتذكر إحداهما الأخرى}، يعني: تذكرها التي حفظت شهادتها" (?).