قال المهدوي: "وقال بعض العلماء هذه الآية ناسخة لما كان في الجاهلية من بيع من أعسر بدين، وحكى مكي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به في صدر الإسلام" (?)، قال ابن عطية: فإن ثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم فهو نسخ، وإلا فليس بنسخ" (?).
وقال ابن عاشور: " وقد قيل: إن ذلك كان حكما في الجاهلية وهو حكم قديم في الأمم كان من حكم المصريين، ففي القرآن الإشارة إلى ذلك بقوله تعالى: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك [يوسف: 76]. وكان في شريعة الرومان استرقاق المدين، وأحسب أن في شريعة التوراة قريبا من هذا، وروي أنه كان في صدر الإسلام، ولم يثبت" (?).
ويجوز في إعراب قوله تعالى: {نَظِرَةٌ} [البقرة: 280]، وجهان (?):
أحدهما: أن تكون مبتدأ، والخبر محذوف؛ والتقدير: فعليكم نظرة؛ أو فله نظرة.
والثاني: بأن تكون خبراً لمبتدأ محذوف؛ والتقدير: فالواجب عليه نظرة؛ أي إنظار إلى ميسرة؛ أي: إيسار.
واختلفت القراءة في قوله تعالى: {نَظِرَةٌ} [البقرة: 280] على وجوه (?):
أحدها: قراءة الجماعة «نَظِرَةٌ» بكسر الظاء.
والثاني: وقرأ مجاهد وأبو رجاء والحسن: «فنظرة» بسكون الظاء، وكذلك قرأ الضحاك، وهي على تسكين الظاء من نظرة، وهي لغة تميمية.
والثالث: وقرأ عطاء بن أبي رباح «فناظرة» على وزن فاعلة، وقال الزجّاج: هي من أسماء المصادر، كقوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ} [الواقعة: 2] وكقوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ} [القيامة: 25]، وكقوله: {يَعْلَمُ خَآاِنَةَ الاعْيُنِ}، فيكون قوله {فناظرة}، وقال: : قرأ عطاء فناظره: بمعنى: فصاحب الحق ناظره، أي: منتظره، أو: صاحب نظرته، على طريقة النسب، كقولهم: مكان عاشب، وباقل، بمعنى: ذو عشب وذو بقل، وعنه: فناظره، على الأمر بمعنى: فسامحه بالنظرة، وباشره بها" (?).
الرابع: {فناظروه}، قرأه عبد الله، أي: فأنتم ناظروه. أي: فأنتم منتظروه (?).
وقوله تعالى: {مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]، فيه ثلاثة قراءات (?):
الأولى: {ميسُرة} بضمها. وهي قراءة نافع.
والثانية: {ميسَرة} بفتح السين، وهي قراءة باقي السبعة وجمهور الناس.
والثالثة: {ميسره}، بضم السين وكسر الراء، وهي قراءة شاذة، قرأءه عطاء بن أبي رياح ومجاهد.
وكلّهم قلب الهاء تاء ونوّنها (?).