قال ابن عاشور: " اتركوا ما بقي في ذمم الذين عاملتموهم بالربا" (?).
قال مجاهد: " كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا، وتؤخر عني، فيؤخر عنه" (?).
وقوله تعالى: {مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} [البقرة: 278]، فيه أربعة أوجه من القراءات (?):
أحدهما: {مَا بَقِيَ} وهي قراءة الجمهور.
الثانية: «ما بقِيْ» بكسر القاف وإسكان الياء، قرأه الحسن (?)، وهذا كما قال جرير (?):
هو الخليفة فارضوا ما رضي لكم ... ماضي العزيمة ما في حكمه جنف
وقال عمر بن أبي ربيعة (?):
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم ... يا أشبه الناس كل الناس بالقمر
إني لأجذل أن أمشي مقابله ... حباً لرؤية من أشبهت في الصور
أصله (ما رضي) و (أن أمشي) فأسكنها وهو في الشعر كثير، ووجهه أنه شبه الياء بالألف فكما لا تصل الحركة إلى الألف فكذلك لا تصل هنا إلى الياء، ومن هذه اللغة أحب أن أدعوك، وأشتهي أن أقضيك، بإسكان الواو والياء (?).
قال ابن عطية: وفي هذا نظر" (?).
والثالثة: «ما بقى»، بالألف، قرأه الحسن (?) وهي لغة طيء، يقولون للجارية: جاراة، وللناصية: ناصاة، وقال الشاعر (?):
لعمرك لا أخشى التصعلك ما بقى ... على الأرض قيسي يسوق الأباعرا
والرابعة: «الرّبو»، بكسر الراء المشددة وضم الباء وسكون الواو، قرأه أبو السّمّال، وقال أبو الفتح: "شذ هذا الحرف في أمرين: أحدهما الخروج من الكسر إلى الضم بناء لازما، والآخر وقوع الواو بعد الضمة في آخر الاسم" (?).
قال ابن عطية: "وهذا شيء لم يأت إلا في الفعل، نحو يغزو ويدعو وأما ذو الطائية بمعنى الذي فشاذة جدا، ومنهم من يغير واوها إذا فارق الرفع، فيقول رأيت ذا قام، ووجه القراءة أنه فخم الألف انتحاء بها الواو التي الألف بدل منها على حد قولهم، الصلاة والزكاة وهي بالجملة قراءة شاذة" (?).
الخامسة: «الربا»، بالإمالة، ولك لمكان الكسرة في الراء، قراءه بذلك الكسائي وحمزة، وأما الباقون بالتفخيم، لفتحة الباء (?).