- صلى الله عليه وسلم - فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما" (?). روي ذلك عن عطاء وعكرمة (?).
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [البقرة: 278]، أي: " يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله خافوا الله" (?).
قال ابن كثير: "أي: خافوه وراقبوه فيما تفعلون" (?).
قال الصابوني: " أي اخشوا ربكم وراقبوه فيما تفعلون" (?).
والجملة ندائية؛ فائدتها: تنبيه المخاطب، وقوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ} أي اتخذوا وقاية من عذابه بفعل أوامره، واجتناب نواهيه (?).
قال ابن عاشور: " وأمروا بتقوى الله قبل الأمر بترك الربا لأن تقوى الله هي أصل الامتثال والاجتناب ولأن ترك الربا من جملتها، فهو كالأمر بطريق برهاني" (?).
قال الطبري: أي" خافوا الله على أنفسكم، فاتقوه بطاعته فيما أمركم به، والانتهاء عما نهاكم عنه" (?).
وذكروا في تفسير قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ} [البقرة: 278] وجهين (?):
أحدهما: يأ أيها الذين أمنوا بألسنتهم اتقوا الله بقلوبكم.
والثاني: يأيها الذين أمنوا بقلوبهم اتقوا الله في أفعالكم.
وقال ابن فورك: "يحتمل أنه يريد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بمن قبل محمد من الأنبياء، {ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، بمحمد، إذ لا ينفع الأول إلا بهذا" (?). قال ابن عطية: "وهذا مردود بما روي في سبب الآية" (?).
قوله تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} [البقرة: 278]، أي: " اتركوا ما بقي من الربا" (?).
أخرج ابن أبي حاتم"عن زيد بن أسلم في قول الله: {اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}، قال: ما بقي على الناس" (?).
قال ابن كثير: "أي: اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رؤوس الأموال، بعد هذا الإنذار" (?).
قال الطبري: أي: " اتركوا طلب ما بقي لكم من فَضْل على رءوس أموالكم التي كانت لكم قبل أن تُربوا عليها" (?).
قال الصابوني: " واتركوا ما لكم من الربا عند الناس" (?).