أحدهما: يثمر المال الذي خرجت منه الصدقة.

والثاني: يضاعف أجر الصدقة ويزيدها، وتكون هذه الزيادة واجبة بالوعد لا بالعمل.

قال ابن عطية: " وقد جعل الله هذين الفعلين بعكس ما يظنه الحريص الجشع من بني آدم، يظن الربا يغنيه وهو في الحقيقة ممحق، ويظن الصدقة تفقره وهي نماء في الدنيا والآخرة" (?).

وقوله: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، فيه قراءتين (?):

الأولى: بضم الياء والتخفيف، من: ربا الشيء يربو وأرباه يربيه أي: كثّره ونماه ينميه.

والثانية: وقرئ: {ويُرَبِّي} بالضم والتشديد، من التربية (?).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ} [البقرة: 276]، " أي: لا يحب كفور القلب أثيم القول والفعل" (?).

أخرج ابن أبي حاتم " عن سفيان بن عيينة، قوله: {والله لا يحب}، قال: لا يقرب" (?).

قال الطبري: ": والله لا يحب كل مُصرٍّ على كفر بربه، مقيم عليه، مستحِلّ أكل الربا وإطعامه، " أثيم "، متماد في الإثم، فيما نهاه عنه من أكل الربا والحرام وغير ذلك من معاصيه، لا ينزجر عن ذلك ولا يرعوي عنه، ولا يتعظ بموعظة ربه التي وعظه بها في تنزيله وآي كتابه" (?).

قال ابن عثيمين: "إذا نفى الله تعالى المحبة فالمراد إثبات ضدها، وهي الكراهة" (?).

قال ابن كثير: " ولا بد من مناسبة في ختم هذه الآية بهذه الصفة، وهي أن المرابي لا يرضى بما قسم الله له من الحلال، ولا يكتفي بما شرع له من التكسب المباح، فهو يسعى في أكل أموال الناس بالباطل، بأنواع المكاسب الخبيثة، فهو جحود لما عليه من النعمة، ظلوم آثم بأكل أموال الناس بالباطل" (?).

وذكر أهل التفسير في معنى {الكَفَّار} [البقرة: 276] وجهين (?):

أحدهما: الذي يستر نعم الله ويجحدها.

والثاني: هو الذي يكثر فعل ما يكفر به.

وفي معنى (الأثيم) وجهان (?):

أحدهما: أنه من بَّيت الإِثم.

والثاني: الذي يكثر فعل ما يأثم به.

قال ابن عثيمين: " و «الكَفّار» كثير الكفر، أو عظيم الكفر؛ و «الأثيم» بمعنى الآثم، كالسميع بمعنى السامع" (?).

قال ابن عطية: " يقتضي أن الزجر في هذه الآيات للكفار المستحلين للربا القائلين على جهة التكذيب للشرع {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا}، ووصف الكفار ب أَثِيمٍ، إما مبالغة من حيث اختلف اللفظان، وإما ليذهب الاشتراك الذي في كفار، إذ قد يقع على الزارع الذي يستر الحب في الأرض" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015