قال القاسمي: " أي لا يجب عليك أن تجعلهم مهديين إلى الإتيان بما أمروا به من المحاسن والانتهاء عما نهوا عنه من المساوئ المعدودة كالمنّ والأذى والإنفاق من الخبيث والبخل" (?).

قال القرطبي: " قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} هذا الكلام متصل بذكر الصدقات، فكأنه بين فيه جواز الصدقة على المشركين .. وقيل: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} ليس متصلا بما قبل، فيكون ظاهرا في الصدقات وصرفها إلى الكفار، بل يحتمل أن يكون معناه ابتداء كلام" (?).

قال ابن عثيمين: " والهدى المنفي هنا هدى التوفيق؛ وأما هدى البيان فهو على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة: 67]؛ ولقوله تعالى: {إن عليك إلا البلاغ} [الشورى: 48]، وقوله تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر} [الغاشية: 21، 22]، وقوله تعالى: {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} [الرعد: 40] ... إلى آيات كثيرة تدل أن على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهدي الناس هداية الدلالة، والإرشاد؛ أما هداية التوفيق فليست على الرسول، ولا إلى الرسول؛ لا يجب عليه أن يهديهم؛ وليس بقدرته ولا استطاعته أن يهديهم؛ ولو كان بقدرته أن يهديهم لهدى عمه أبا طالب؛ ولكنه لا يستطيع ذلك؛ لأن هذا إلى الله سبحانه وتعالى وحده" (?).

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]، أي والله" يرشد من يشاء" (?) إلى الإسلام.

قال الصابوني: " والله يهدي من شاء من عباده إِلى الإِسلام" (?).

قال القاسمي: " بخلق الهداية في قلبه عقيب بيانك لجريان سنته بخلق الأشياء عقيب أسبابها، لا على سبيل الوجوب. بل على سبيل الاختيار، أفاده المهايميّ" (?).

قال البغوي: "وأراد به هداية التوفيق، أما هدي البيان والدعوة فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطوهم بعد نزول الآية" (?).

قال ابن عطية: " أي يرشده، وفي هذا رد على القدرية وطوائف المعتزلة" (?).

قال ابن عثيمين: "وهذا كالاستدراك لما سبق؛ أي لمّا نفى كون هدايتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن ذلك إلى الله عز وجل وحده؛ فيهدي من يشاء ممن اقتضت حكمته هدايته" (?).

قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ} [البقرة: 272]، يعني: " أيّ شيء تنفقونه من المال" (?).

قال سفيان بن عيينة: "هو الصدقة" (?).

وقال الحسن: " نفقة المؤمن نفسه" (?).

قال السعدي: " أي: قليل أو كثير على أي شخص كان من مسلم وكافر" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015