قال ابن عطية: " والخير في هذه الآية المال لأنه اقترن بذكر الإنفاق، فهذه القرينة تدل على أنه المال، ومتى لم يقترن بما يدل على أنه المال فلا يلزم أن يكون بمعنى المال، نحو قوله تعالى: خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا [الفرقان: 24] وقوله تعالى: مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة: 7] إلى غير ذلك، وهذا الذي قلناه تحرز من قول عكرمة: "كل خير في كتاب الله فهو المال" (?).

قوله تعالى: {فَلأنْفُسِكُم} [البقرة: 272]، "أي" تعملونه لأنفسكم" (?).

قال أبو عبيدة: لأهل دينكم" (?).

قال السعدي: " أي: نفعه راجع إليكم" (?).

قال الصابوني: " فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم لأن ثوابه لكم" (?).

قال القاسمي: " فلم تمنون به على الناس وتؤذونهم؟ ونظائر هذا القرآن كثيرة كقوله: {مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ} [فصلت: 46] " (?).

قال ابن عثيمين: " أي: وليس لله عز وجل؛ فالله سبحانه وتعالى لا ينتفع به؛ بل لأنفسكم تقدمونه؛ وما لا تنفقونه فقد حرمتم أنفسكم" (?).

قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272]، أي: "لا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله" (?).

قال عطاء الخراساني: " إذا أعطيت لوجه الله، فلا عليك ما كان عمله" (?).

وقال الحسن: " نفقة المؤمن لنفسه ولا ينفق المؤمن إذا أنفق- إلا ابتغاء وجه الله" (?).

قال القاسمي: " نفي في معنى النهي. أي فلا تستطيلوا به على الناس ولا تراؤوا به" (?).

قال الراغب: " أي ما تنفقون لهم إلا تقرباً إلي الله عز وجل-، فمعلوم أن من خص بنفقته هؤلاء، فإنه لم يقصد إلا وجه الله" (?).

قال الصابوني: " أي لا تجعلوا إِنفاقكم إِلا لوجه الله لا لغرضٍ دنيوي" (?).

قال ابن عطية: " وفيه تأويل آخر وهو أنها شهادة من الله تعالى للصحابة أنهم إنما ينفقون ابتغاء وجه الله، فهو خبر منه لهم فيه تفضيل، وعلى التأويل الآخر هو اشتراط عليهم ويتناول الاشتراط غيرهم من الأمة" (?).

قال ابن عثيمين: " لا تنفقون إنفاقاً ينفعكم إلا ما ابتغيتم به وجه الله؛ فأما ما ابتغي به سوى الله فلا ينفع صاحبه؛ بل هو خسارة عليه" (?).

قال السعدي: " هذا إخبار عن نفقات المؤمنين الصادرة عن إيمانهم أنها لا تكون إلا لوجه الله تعالى، لأن إيمانهم يمنعهم عن المقاصد الردية ويوجب لهم الإخلاص" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015