وأما قوله: {الله}، فهو أخص أسمائه به، لأنه لم يتسَمَّ باسمه الذي هو (الله) غيره.
وحُكي عن أبي حنيفة أنه الاسم الأعظم من أسمائه تعالى، لأن غيره لا يشاركه فيه (?).
واختلفوا في هذا الاسم {الله}، هل هو اسم عَلَمٍ للذات أو اسم مُشْتَقٌّ من صفةٍ، على قولين (?):
أحدهما: أنه اسم علم لذاته، غير مشتق من صفاته، لأن أسماء الصفات تكون تابعة لأسماء الذات، فلم يكن بُدٌّ من أن يختص باسم ذاتٍ، يكون علماً لتكون أسماء الصفات والنعوت تبعاً، تفرد به الباري سبحانه وتعالى، يجري في وصفه مجرى الأسماء الأعلام، لا يشركه فيه أحد، قال الله عز وجل: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]. وهذا مذهب الخليل (?)، وابن كيسان (?)، وأبي بكر القفال (?)، والحسين بن الفضل (?) (?).
والقول الثاني: أنه مشتق من (أَلَهَ)، صار باشتقاقه عند حذف همزِهِ، وتفخيم لفظه الله.
أخرج ابن ابي حاتم بسنده عن أبي الشعثاء جابر بن زيد في قوله: {بسم الله}، قال: اسم الله الأعظم هو «الله». ألا ترى أنه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم" (?).
واختلفوا فيما اشْتُقَ منه إله على قولين (?):
أحدهما: أنه مشتق من الَولَه، وفي سبب اشتقاقه من ذلك، أقوال:
أحدها: لأن العباد يألهون إليه، أي يفزعون إليه في أمورهم، فقيل للمألوه إليه: (إله)، كما قيل للمؤتمِّ به: (إمام).