قال أبو الهيثم: " وأصل (إلاه) (ولاه) فقلبت الواو همزة، كما قالوا: للوشاح: إشاح، ولِلْوِجَاح: إِجَاح، ومعنى وِلاه: أن الخلق يَوْلَهون إليه في حوائجهم، ويضرعون إليه فيما ينوبهم، ويفزعون إليه في كل ما يصيبهم كما يَوْلَه كل طفل إلى أمه" (?).
والثاني: وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه مشتق من: أَلِهْت في الشيء آلَهُ إلها إذا تحيرت فيه (?)، وتسمى المفازة ميلها، وقال الأعشى (?) (?):
وَبَهْمَاءَ تِيهٍ تَأْلهَ العَيْنُ وَسْطَهَا ... وَتَلْقَى بِهَا بَيْضَ النَّعَام تَرَائِكَا
ومعناه: أن العقول تتحير في كنه صفته وعظمته (?).
والثالث: وقال المبرّد: "هو من قول العرب: (ألهت إلى فلان) أي سكنت إليه، قال الشاعر (?):
أَلَهْتُ إِلَيْهَا وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ
وقال الشَّاعِرُ (?):
أَلَهْتُ إِلَيْهَا وَالرَّكَائِبُ وُقَّفٌ
فكأن الخلق يسكنون إليه ويطمئنون بذكره، قال الله تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] " (?).
والرابع: وعند الأشاعرة: "أن (الإله) من (الإلَهية)، و (الإلَهِية): القدرة على اختراع الأعيان (?).
والخامس: وقال الحسن علي بن عبد الرحيم القناد: " من (الوله)، وهو ذهاب العقل لفقدان من يعزّ عليك، وأصله (أله) - بالهمزة- فأبدل من الألف واو فقيل الوله، مثل (إشاح، ووشاح) و (وكاف، وإكاف) و (أرّخت الكتاب، وورّخته) و (ووقّتت، وأقّتت). قال الكميت (?):
ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولها حال دون طعم الطعام
فكأنه سمّي بذلك لأن القلوب تولّه لمحبّته وتضطرب وتشتاق عند ذكره" (?).