فيه" (?)، ثم قال: "فكيفما دار الأمر فمنه صلى الله عليه وسلم عُرفَ ترتيب السور، وعلى ما سمعوه منه بنوا جليل ذلك النظر" (?)، وإنما الخلاف وقع في فعلهم في ترتيب السور هل كان بتوقيف قولي، أو بمجرد استناد فعلي حيث بقي لهم فيه مجال نظر؟ وحتى لو كان هذا الأمر اجتهادا من الصحابة، فإن الأمر مسلم فيه أيضا، لأنه لا يوجد من هو أفصح، وأعلم بكتاب الله، وبآياته، وسوره، ونزوله من الصحابة رضي الله عنهم، كما أنهم أعملوا في ذلك اجتهادهم الأقصى، وهم الأعلياء بعلمه، والمسلم لهم في وعيه، وفهمه، وهم العارفون بأسباب النزول، ومواقع الكلمات، وإنما ألفوه على ما كانوا يسمعون منه، وهو رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وقد كان نظرهم هذا في ما استقر عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- من كان فعله الأكثر، والسند في ذلك بان الترتيب في السور قد روعي فيه التناسب، وإن كان لم يُراعى فيه أسباب النزول، وزمانه ومكانه، بأدلة، وأحاديث رويت منها في صحيح مسلم (?)، وما روى في مصنف ابن أبي شيبة (?)، وما نُقل عن الخطابي (?) والقاضي ابن العربي (?)، والتأمل بالعقل في ذلك التناسب