الموجود بين عدة سور كالأنفال، وبراءة، والتناسب الموجود بين الطلاق، والتحريم، والضحى، والشرح ... مما لا يتوقف في وضوحه من له أدنى نظر، كما نقل عن أبي محمد بن عطية (?) قوله بتفصيل في المسألة، وساق له ابن الزبير في كتابه البرهان بعض ما يؤيد هذا الرأي، منه قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "إقرأوا الزهروان البقرة، وآل عمران" (?)، وحديث يؤتى بالقرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة (?)، وحديث: صلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالسبع الطوال في ركعة (?)، وحديث كان يجمع المفصل في ركعة (?)، وحديث رواه البخاري من طريق عائشة: "أن النبي كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة قرأ المعوذتين .. " (?)، وكأنه يؤيد الرأي القائل بأن ترتيب السور، إن لم يكن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، قد أمر به بلسان المقال، فإنه قد أشار إليه بلسان الحال، وهو ما كان عليه أكثر عمله، وأن العبرة بما ورد على الأكثر والإجمال، لا على القلة والتفصيل، وقليل بقي فيه الخلاف.
جاء في "المسند" و"سنن ابن ماجه" عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "مَنْ صَلَّى صلاةً لم يَقْرَأ فيها بأمِّ الكتابِ فهي خِدَاجٌ" (?).
وفي "سنن أبي داود" من حديث أبي هريرة: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أمُّ القرآن، وأمُّ الكتاب، والسَّبعُ المثاني" (?).
وفي هذا الغسم خلاف، جوّزه الجمهور (?)، وقد سمَّاها ابنُ عبَّاسٍ وغيرُه: أمَّ الكتاب.
وكرهه أنس والحسن، وابن سيرين (?)، قل الحسن: "أمُّ الكتاب الحلال والحرام" (?).