قال الشيخ ابن عثيمين: والمقصود "ليست الإرادة الكونية؛ لأن الله سبحانه وتعالى لو أراد بنا اليسر كوناً ما تعسرت الأمور على أحد أبداً؛ فتعين أن يكون المراد بالإرادة هنا الشرعية؛ ولهذا لا تجد - والحمد لله - في هذه الشريعة عسراً أبداً" (?).

وقرئ: " {اليسر}، و {العسر} بضمتين" (?).

قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} [البقرة: 185]؛ "أي ولتكملوا عدة شهر رمضان بقضاء ما أفطرتم" (?).

قال الربيع بن أنس: " عدة رمضان" (?).

قال الفراء: أي: " فِي قضاء ما أفطرتم" (?).

قال الطبري: " يعني: " عدةَ ما أفطرتم، من أيام أخر، أوجبت عليكم قضاءَ عدة من أيام أخر بعد برئكم من مرضكم، أو إقامتكم من سفركم" (?).

قال ابن عثيمين: " أي: ويريد الله منا شرعاً أن نكمل العدة" (?).

قال المراغي: " أي رخص لكم في الإفطار في حالى المرض والسفر، لأنه يريد بكم اليسر، وأن تكملوا العدة، فمن لم يكملها أداء لعذر المرض أو السفر أكملها قضاء بعده، وبذا تحصّلون خيراته، ولا يفوتكم شىء من بركاته" (?).

قال الثعلبي: " وقال سائر المفسّرين: ولتكملوا عدّة ما أفطرتم في مرضكم وسفركم إذا برأتم وأقمتم وقضيتموها" (?).

واختلف أهل اللغة في عطف (الواو) التي في قوله {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} [البقرة: 185]، وفيه قولان (?):

أحدها: أنها عاطفة على ما قبلها، كأنه قيل: ويُريد لتكملوا العدة ولتكبروا الله. قاله الثعلبي (?).

الثاني: وقال الفراء-واختراه الطبري (?) -: "هذه (اللام) التي في قوله: {ولتكملوا} لام (كي) لو ألقيتْ كان صوابًا، والعرب تُدخلها في كلامها على إضمار فعل بعدها، ولا تكون شرطًا للفعل الذي قبلها وفيها (الواو)، ألا ترى أنك تقول: جئتك لتحسن إلي، ولا تقول: جئتك ولتحسن إليّ، فإذا قلته فأنت تريد: ولتحسن جئتك، وهو في القرآن كثيرٌ، منه قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ} [الأنعام: 113]، ومنه قوله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75]، لو لم تكن فيه (الواو) كان شرطًا على قولك: أريْناهُ ملكوت السموات والأرض ليكون، فإذا كانت (الواو) فيها فلها فعل مضمر بعدها، {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}، أريناه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015