والقول الثاني أولى بالصواب، " لأن قوله: {ولتكملوا العدة}، ليس قبله (لام) بمعنى (اللام) التي في قوله: {ولتكملوا العدة} فتعطف بقوله: {ولتكملوا العدة} عليها - وإن دخول (الواو) معها، يؤذن بأنها شرط لفعل بعدها، إذ كانت (الواو) لو حذفت كانت شرطًا لما قبلها من الفعل" (?).

وفي قوله تعالى: {َلِتُكْمِلُوا} [البقرة: 185]، قراءتان (?):

إحداهما: {َلِتُكْمِلُوا}، بتشديد الميم. قرأ بها أبو بكر عن عاصم.

والثانية: {َلِتُكْمِلُوا}، بالتخفيف، قرأ بها نافع وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي، وحفص عن عاصم.

قال أبو علي: "وروى علي بن نصر وهارون الأعور وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} مشدّدة، وقال أبو زيد عن أبي عمرو كلاهما: مشددة ومخففة، وقال اليزيدي وعبد الوارث عنه: إنه كان يثقّلها، ثم رجع إلى التخفيف" (?).

قال الرازي: " وهما لغتان: أكملت وكملت" (?).

قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا الله على مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]، "أي ولتحمدوا الله على ما أرشدكم إِليه من معالم الدين" (?).

قال زيد بن اسلم: " التكبير يوم الفطر" (?).

قال ابن عثيمين: أي: " تكبروه لهدايتكم" (?).

قال الثعلبي: أي: " ولتعظموا الله {عَلى ما هَداكُمْ} لدينه ووفقكم ورزقكم شهر رمضان مخفّفا عليكم وخصّكم به دون سائر أهل الملل" (?).

قال الطبري: أي: " ولتعظِّموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به، من الهداية" (?).

قال المراغي: أي: من الأحكام التي فيها سعادتكم في الدنيا والآخرة، وذلك بذكر عظمته وحكمته في إصلاح حال عباده، بتربيتهم بما يشاء من الأحكام، ويتفضل عليهم عند ضعفهم بالرخص التي تليق بحالهم" (?).

وفي قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]، وجهان من التفسير (?):

أحدهما: أن المراد منه التعظيم لله شكرا على ما وفق على هذه الطاعة.

والتكبير يتضمن: "الكِبَرَ بالعظمة، والكبرياءِ، والأمورِ المعنوية؛ والكِبَر في الأمور الذاتية؛ فإن السموات السبع، والأرض في كف الرحمن كحبة خردل في كف أحدنا؛ والله أكبر من كل شيء" (?).

والثاني: أن المراد منه التكبير ليلة الفطر (?). حكاه الثعلبي عن أكثر العلماء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015