طاعة، ولا يقبل؛ وإن كان خالصاً على غير الشريعة لم يكن طاعة، ولا يقبل؛ لأن الأول شرك؛ والثاني بدعة (?).
وذكروا في قوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} [البقرة: 184]، ثلاثة أوجه من التفسير (?):
أحدها: فمن تطوع بأن زاد على مسكين واحد فهو خير له. وهذا قول ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، وطاووس (?)، والسدي (?)، وعطاء (?).
والثاني: أن يطعم المسكين الواحد أكثر من القدر الواجب. قاله مجاهد (?).
والثالث: فمن تطوع بأن صام مع الفدية فهو خير له. وهذا قول الزهري (?)، ورواية ابن جريج عن مجاهد (?).
والراجح أن الله تعالى ذكره عمم بقوله: {فمن تطوع خيرًا}، فلم يخصص بعض معاني الخير دون بعض. فإنّ جَمْع الصَوْم مع الفدية من تطوُّع الخير، وزيادةُ مسكين على جزاء الفدية من تطوُّع الخير. وجائز أن يكون تعالى ذكره عنى بقوله: " فمن تطوع خيرًا "، أيَّ هذه المعاني تطوّع به المفتدي من صومه، فهو خير له. لأن كل ذلك من تطوع الخير، ونوافل الفضل (?). والله أعلم.
وفي قوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً} [البقرة: 184]، قراءتان (?):
إحداهما: {يتطوّع}، بالتاء وتشديد الطاء وجزم العين على معنى يتطوّع. قرأ بها: عيسى بن عمر ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي.
والثانية: وقرأ الآخرون: {تَطَوْعَ}، بالتاء وفتح العين وتخفيف الطاء على الفعل الماضي.
قوله تعالى: {وَانْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُم} [البقرة: 184]، " أي: والصوم خير لكم من الفطر والفدية" (?).
قال الطبري: أي " {وأنْ تَصوموا}، ما كتب عليكم من شهر رمضان، {فهو خير لكم} من أن تفطروه وتفتدوا " (?).
قال الثعلبي: أي: " والصوم {خَيْرٌ لَكُمْ} من الإفطار والفدية" (?).
قال المراغي: " أي: وصومكم أيها المرضى والمسافرون والذين يطيقونه، خير لكم من الفدية، لما فيه من رياضة الجسد والنفس وتفدية الايمان بالتقوى ومراقبة الله" (?).
وفي قوله تعالى: {وَانْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُم} [البقرة: 184]، تفسيران (?):