قوله تعالى: {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البقرة: 181]، أي: "إنما الإثم على المبدل المغير، وقد برئت منه ذمة الموصى وثبت له الأجر عند ربه" (?).
قال ابن عباس: " وقد وقع أجر الميت على الله، برئ من إثمه" (?).
قال سعيد بن جبير: " {فإنما إثمه}، يعني: إثم ذلك" (?)،
" {على الذين يبدلونه}، يعني: الوصي، وبرئ منه الميت" (?).
قال البيضاوي: أي: " فما إثم الإِيصاء المغير أو التبديل، إلا على مبدليه لأنهم الذين خافوا وخالفوا الشرع" (?).
قال الماوردي: " أي: يسمعونه ويَعْدِلون به عن مستحقه، إما ميلاً أو خيانة، وللميت أجر قصده وثواب وصيته، وإن غُيّرت بعده " (?).
قال الزمخشري: أي: " فما إثم الإيصاء المغير أو التبديل إلا على مبدّليه دون غيرهم من الموصى والموصى له، لأنهما بريان من الحيف" (?).
قال الصابوني: " أي إِثم هذا التبديل على الذين بدّلوه لأنهم خانوا وخالفوا حكم الشرع" (?).
قال القرطبي: أي: "إن هذا الموصي إذا غير الوصية أو لم يجزها على ما رسم له في الشرع فعليه الإثم" (?).
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 181]، " أي: إن الله "سميع لقول الموصِي، عليم بفعل الوصي (?).
قال سعيد بن جبير: " {إن الله سميع عليم}، يعني: الوصية للميت، عليم بها" (?).
قال الثعلبي: أي: " {سَمِيعٌ} لوصاياكم، {عَلِيمٌ} بنيّاتكم" (?).
قال البيضاوي: " وعيد للمبدل بغير حق" (?).
قال الواحدي: أي: " قد سمع ما قاله الموصي {عَلِيمٌ} بنيته وما أراد، وعليم بما يفعله الوصي" (¬14).
قال السعدي: أي" يسمع سائر الأصوات، ومنه سماعه لمقالة الموصي ووصيته، فينبغي له أن يراقب من يسمعه ويراه، وأن لا يجور في وصيته، {عَلِيمٌ} بنيته، وعليم بعمل الموصى إليه، فإذا اجتهد الموصي، وعلم الله من نيته ذلك، أثابه ولو أخطأ، وفيه التحذير للموصى إليه من التبديل، فإن الله عليم به، مطلالتفسير البسيط: 3/ 551. على ما فعله، فليحذر من الله، هذا حكم الوصية العادلة (?).