وفي معنى (القصاص) في اللغة قولان:
أحدهما: أنه من "المماثلة والمساواة، وأصله من قولهم: قصصت أثره، إذا تتبعته، ومنه قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص: 11]، فكأن المفعول به يتبع ما عُمِلَ به فَيَعْمَلُ مثله" (?).
والثاني: أن أصل القَصّ: القطع. يقال: قَصَصتُ ما بينهما، أي: قطعت، وأن القِصَاص في الجِرَاح مأخوذ من هذا، وهو أن يُجْرحَ مثلَ ما جَرَح، أو يُقْتل مثل ما قتل. وهذا قول الأزهري (?).
والقول الأول أشهر؛ ؟ لأن القصاص والمقاصة في غير الجراح، يقال: قَاصَّه في الحساب وغيره: إذا أخذ الشيء مكان غيره" (?).
و{الْقَتْلَى} جمع قتيل، مثل (جرحى) جمع جريح؛ و (أسرى) جمع أسير؛ وقوله تعالى: {فِي الْقَتْلَى} أي في شأن القتلى؛ وليس في القتلى أنفسهم؛ لأن القتيل مقتول؛ فلا قصاص؛ لكن في شأنهم؛ والذي يُقتص منه هو القاتل (?).
قال الشيخ السعدي: "وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين، فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم، حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه إعانة ولي المقتول، إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل، وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد، ويمنعوا الولي من الاقتصاص، كما عليه عادة الجاهلية، ومن أشبههم من إيواء المحدثين" (?).
قوله تعالى: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} [البقرة: 178]؛ يعني"" الحر يقتل بالحر" (?).
قال الواحدي: " أراد: الحر يقتص بالحر، فحذف لدلالة ذكر القصاص عليه" (?).
قال ابن عثيمين: " والباء هنا إما للبدلية؛ وإما للعوض؛ يعني الحر بدل الحر؛ أو الحر عوض الحر" (?).
و{الحر}: |هو الذي ليس بمملوك" (?).
والحر: "نقيض العبد، قال أهل الاشتقاق: أصله من الحَرِّ الذي هو ضد البرد، وذلك أن الحُرّ له من الأنفة وحرارة الحمية ما يبعثه على المكرمة، بخلاف العبد، ثم قيل للأكرم من كل شيء: حُرٌّ تشبيهًا بالرجل الحر" (?).
قوله تعالى: {وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة: 178]، "أي: العبد يقتل بالعبد" (?).
و{العبد}: "هو المملوك" (?).
قوله تعالى: {وَالأنْثَى بِالأنْثَى} [البقرة: 178]، "أي: الأنثى تقتل بالأنثى" (?).