وقد ناقش المجيزون للتفسير بالرأي هذه الأدلة فقالوا:
أما الحديث: ففي صحته وثبوته نظر؛ فقد قال الترمذي (?) بعد أن رواه: هكذا رُوِي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وغيرهم أنهم شددوا في أن يُفَسرَ القرآنُ بغير علم، وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة (?) وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم، أو من قبل أنفسهم، وقد رُوِي عنهم ما يدل على ما قلنا - أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم - وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم (?) " (?).
وقد ذكر الإمام السيوطي التفسير بالرأي المحرم بقوله: "وجملة ما تحصل في معنى حديث التفسير بالرأي خمسة أقوال:
أحدها: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
الثالث: التفسير المقَرِر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعاً.
الرابع: التفسير بأن مراد الله كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى" (?).