وعلم أصول الدين، وعلم أصول الفقه، وعلم القصص، وعلم الموهبة (?)، والأحاديث المبينة للتفسير، مثل أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ" (?).
نستنتج مما سبق بأن تفسير الدراية: هو تفسير القرآن وفقاً لقواعد صحيحة من اللغة، بحيث لا يخالف نصاً من الرواية الصحيحة، ولا أصلاً من الأصول الشرعية، وعليه فإن تفسير الدراية يشمل عدة اتجاهات، سأذكر بعضها في المطلب التالي مع التركيز على التفسير البلاغي، وأهميته؛ لأن موضوعنا في هذه الدراسة متعلق به، كونها ستتناول الجملة القرآنية من ناحية التأسيس والتأكيد، وأثر ذلك على معنى الآية القرآنية.
وقد اختلف العلماء في جواز التفسير بالدراية إلى قولين:
الأول: عدم جواز تعاطي تفسير شيء من القرآن، وإن كان عالماً أديباً متسعاً في معرفة الأدلة، والفقه، والنحو، والأخبار، والآثار، وليس له أن ينتهي إلا إلى ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو إلى صحابته الآخذين عنه، ومن أخذ عنهم من التابعين.
الثاني: جواز تفسير القرآن بالدراية، ولكن بشروط كما سيأتي.
فمن ذهب إلى عدم جواز التفسير بالرأي استدل بالآتي:
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" (?).
وفي رواية أخرى: "ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" (?).
ما روي عن بعض الصحابة، وبعض التابعين من التحرج في تفسير القرآن، فمن ذلك ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- أنه سُئِلَ عن تفسير حرف من القرآن فقال: "أي سماء تظلني؟ وأي أرض تقلني؟ وأين أذهب؟ وكيف أصنع إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد الله؟ ! وفي رواية: "إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم" (?).
ما ورد عن عدد من التابعين التمنع من التفسير بالرأي (?).