أحدهما: أنها تجمع الحيوان كله. وهذا قول الأكثرين (?).
قال الماوردي: " يعني جميع الحيوان الذي أنشأه فيها، سماه {دابة} لدبيبه عليها" (?).
الثاني: أن الدابة اسم لكل ذي روح كان، غير طائر بجناحيه لدبيبه على الأرض، وهو قول الطبري (?)، وظاهر كلام الرازي (?).
وقد رد القول الثاني جماعة من أهل العلم كابن عطية (?)، وأبي حيان (?)، والقرطبي (?).
قال القرطبي: "وقد أخرج بعض الناس الطير، وهو مردود قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] فإن الطير يدب على رجليه في بعض حالاته" (?)، ومنه قول الأعشى (?):
نياف كغض البان ترتجّ إنْ مشتْ ... دبيب قطا البطحاء في كل منهل
وقال علقمة بن عبدة (?):
فكأنما صَابَتْ عليه سحابة ... صواعقها لطيرهن دبيب
وقال الحافظ ابن حجر: " الدابة: ما دبّ من الحيوان" (?)، واستثنى بعضهم (?) الطير لقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} [الأنعام: 38]، لقوله تعالى لقوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56]، وعرفاً: ذوات الأربع (?)، وقيل: يختص بالفرس (?)، وقيل: بالحمار (?)، والمراد هنا المعنى اللغوي" (?)، أي: كل ما دب على الأرض من كائن له روح ليفيد العموم.
قوله تعالى: {وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [البقرة: 164]، "أي وتوجيه الرياح وتصريفها بحسب الإرادة ووفق النظام على السنن الحكيمة" (?).
قال ابن عثيمين: "أي: تنويعها في اتجاهها، وشدتها، ومنافعها" (?).
قال مقاتل: أي" في العذاب والرحمة" (?).