جاءوها لم تفتح فور مجيئهم، كما قال تعالى: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} [الزمر: 71]؛ لأنهم لا يدخلونها إلا بالشفاعة، وبعد أن يقتص من بعضهم لبعض؛ فإذا جاءوها هذبوا، ونقوا، ثم شفع النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة؛ وحينئذ تفتح أبوابها.
القرآن
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة: 163]
التفسير:
وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له، لا معبود بحق إلا هو، الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق، الرحيم بالمؤمنين.
في سبب نزول الآية قولان:
أحدهما: قال ابن حجر: "قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: " قالت كفار قريش: يا محمد صف أو انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وسورة الإخلاص" (?). وكذا نقله الواحدي في "الوسيط" (?)، والثعلبي في تفسيره (?).
والثاني: قال ابن حجر: "ومن طريق جويبر عن الضحاك: كان للمشركين ثلاثمائة وستون صنما يعبدونها من دون الله فبين الله تعالى أنه إله واحد فأنزل هذه الآية" (?). وكذا ذكره الثعلبي (?).
قوله تعالى: : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163]، أي "أيها الناس معبودكم الحقيق بالعبادة إله واحد، فلا تشركوا به أحدا" (?).
قال مقاتل: " يقول ربكم رب واحد فوحد نفسه تبارك اسمه" (?).
قال المراغي: " أي وإلهكم الحقيق بالعبادة إله واحد، فلا تشركوا به أحدا" (?).
قال الصابوني: " أي إِلهكم المستحق للعبادة إِلهٌ واحد، لا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله" (?).
قال الزجاج: " أخبر عز وجل بوحدانيته" (?).
قال ابن عثيمين: " الخطاب للبشر كلهم" (?).
قال أبو السعود: " خطاب عام لكافة الناس، أي المستحق منكم للعبادة، فرد في الإلهيه لاصحة لتسمية غيره إلها أصلا" (?).
قال الراغب: " يجوز أن يكون خطاباً عاماً أي المستحق منكم العبادة وهو إله واحد لا أكثر، ويجوز أن يكون خطاباً للمؤمنين، والمعنى: الذي يقصدونه إله واحد تنبيهاً أنكم لستم كالكفار الذين يعبدون آلهة من الأصنام والشيطان والهوى وغير ذلك" (?).