قال ابن عثيمين: أي: "وضحوا للناس ما كتموا من العلم ببيانه، وبيان معانيه؛ لأنه لا يتم البيان إلا ببيان المعنى" (?).

وفي قوله تعالى: {وَبَيَّنُوا} [البقرة: 160]، وجوه:

أحدها: وبينوا التوبة بإخلاص العمل. قاله الطبري (?).

الثاني: أنهم وبيَّنوا الذي جاءهم من الله، فلم يكتموه ولم يجحدوا به". قاله قتادة (?)، وروي عن ابن زيد (?) نحوه.

الثالث: اعترفوا بتلبيسهم وزورهم (?).

الرابع: ما أحدثوا من توبتهم، ليمحوا سيئة الكفر عنهم ويعرفوا بضد ما كانوا يعرفون به، ويقتدي بهم غيرهم من المفسدين (?).

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [البقرة: 160]، أي: " فأولئك يقبل الله توبتهم ويشملهم برحمته" (?).

قال أبو حيان: " أي أعطف عليهم، ومن تاب الله عليه لا تلحقه لعنة" (?).

قال ابن عثيمين: " يعني الذين تابوا، وأصلحوا، وبينوا، "أقبل منهم التوبة؛ لأن توبة الله على العبد لها معنيان؛ أحدهما: توفيق العبد للتوبة؛ الثاني: قبول هذه التوبة، كما قال الله تعالى: {ثم تاب عليهم ليتوبوا} " (?).

قوله تعالى: {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]، "أي: كثير التوبة على عبادي، واسع الرحمة بهم" (?).

قال أبو حيان: وختم الكلام بهاتين الصفتين "ترغيباً في التوبة وإشعاراً بأن هاتين الصفتين هما له، فمن رجع إليه عطف عليه ورحمه" (?).

و{التَّوَّابُ}، يعني: "الرجاع على عباده بالعفو والصفح، بعد الذنب إذا تابوا، وبالإحسان والنعم بعد المنع، إذا رجعوا" (?).

و{الرَّحِيمُ}: "الذي اتصف بالرحمة العظيمة، التي وسعت كل شيء ومن رحمته أن وفقهم للتوبة والإنابة فتابوا وأنابوا، ثم رحمهم بأن قبل ذلك منهم، لطفا وكرما، هذا حكم التائب من الذنب" (?).

قال ابن كثير: "وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر، أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015