قال ابن عطية: أي" أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يعم بعد كل ما يكتم من خير" (?).
قال الزجاج: " هذا إخبار عن علماء إليهود الذين كتموا ما علموه من صحة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -" (?).
قال البيضاوي: " {الْبَيِّناتِ}: كالآيات الشاهدة على أمر محمد صلّى الله عليه وسلّم، {وَالْهُدى}: وما يهدي إلى وجوب اتباعه والإِيمان به" (?).
قال ابن عثيمين: " {الْهُدَى}: "العلم النافع الذي يهتدي به الخلق إلى الله عزّ وجلّ" (?).
قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [البقرة: 159]، "أي من بعد توضيحه لهم في التوراة أو في الكتب السماوية" (?).
قال البيضاوي: أي: من بعد ما" لخصناه في في التوراة" (?).
قال الزمخشري: أي: " لم ندع فيه موضع إشكال ولا اشتباه على أحد منهم، فعمدوا إلى ذلك المبين الملخص فكتموه ولبسوا على الناس" (?).
قال ابن عثيمين: " أي من بعد أن أظهرناه للناس عموماً المؤمن، والكافر؛ فإن الله تعالى بين الحق لعموم الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17]؛ فكل الناس قد بين الله لهم الحق؛ لكن منهم من اهتدى؛ ومنهم من بقي على ضلاله" (?).
واختلف في والمراد بـ {الْكِتَابِ} [البقرة: 159]، على قولين:
أحدهما: يعني به القرآن. قاله الزجاج (?).
الثاني: أنه التوراة والإنجيل، بحكم سبب الآية وأنها في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ثم يدخل القرآن مع تعميم الآية". وهذا قول ابن عطية (?).
قال ابن عثيمين: " فما من نبي أرسله الله إلا ومعه كتاب، كما قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان} [الحديد: 25]، وكما قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} [البقرة: 213] " (?).
وفي كتمان أهل الكتاب بعض ما في كتبهم، وجهان (?):
أحدهما: إما بعدم ذكر نصوصه للناس حين الحاجة إليه أو السؤال عنه، كالبشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصفاته مع وجودها في كتبهم.
الثاني: وإما بتحريف الكلم عن مواضعه حين الترجمة، أو بحمله على غير معانيه بالتأويل اتباعا لأهوائهم.
قال المراغي: "وقد فضحهم الله بهذه الآيات، وسجل عليهم اللعنات الدائمات الإيضاح" (?).
وقرأ طلحة بن صرف: {من بعد ما بينه}، على الإفراد (?).