7 - ومنها: إثبات صفة الشكر، والعلم؛ لقوله تعالى: {شاكر عليم}؛ لأنهما اسمان دالان على الصفة؛ وعلى الحكم إن كان متعدياً، فقوله تعالى: {عليم} يدل على العلم - وهذه هي الصفة؛ ويدل على الحكم بأنه يعلم كل شيء.
القرآن
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)} [البقرة: 159]
التفسير:
إن الذين يُخْفون ما أنزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل، أولئك يطردهم الله من رحمته، ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة.
اختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية على قولين:
أحدهما: قال مقاتل: " وذلك أن معاذ بن جبل، وسعد بن معاذ، وحارثة بن زيد، سألوا اليهود عن أمر محمد- صلى الله عليه وسلم- وعن الرجم وغيره فكتموهم يعني اليهود، منهم كعب بن الأشرف، وابن صوريا، ما أنزلنا من البينات يعني ما بين الله- عز وجل- في التوراة يعني الرجم والحلال والحرام والهدى يعني أمر محمد- صلى الله عليه وسلم- في التوراة فكتموه الناس" (?).
وذكره الماوردي، فزاد: " فيهم كعب بن أسيد وزيد بن التابوت" (?).
وأخرج الطبري عن ابن عباس قال: "سألَ مُعاذ بن جبل أخو بنى سَلِمة، وسعد بن مُعاذ أخو بني عبد الأشهل، وخارجة بن زيد أخو بني الحارث بن الخزرج، نفرًا من أحبار يَهود - قال أبو كريب: عما في التوراة، وقال ابن حميد: عن بَعض مَا في التوراة - فكتموهم إياه، وأبوْا أن يُخبروهم عنه، فأنزل الله تعالى ذكره فيهم: {إنّ الذين يَكتمون مَا أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّناه للناس في الكتاب أولئك يَلعنهم الله وَيَلعنهم اللاعنون} " (?).
وروي عن مجاهد (?)، والربيع (?)، وقتادة (?)، والسدي (?)، وأبو العالية (?)، نحو ذلك. وهو قول الجمهور.
الثاني: وقيل: المراد كل من كتم الحق، فهي عامة في كل من كتم علما من دين الله يحتاج إلى بثه، وذلك مفسر في قوله صلى الله عليه وسلم: "من سُئِل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار" (?).
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159]،
قال الصابوني: " يخفون ما أنزلناه من الآيات البينات، والدلائل الواضحات التي تدل على صدق محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم" (?).
قال المراغي: " أي إن أهل الكتاب الذين كتموا أمر الإسلام وأمر محمد صلى الله عليه وسلم" (?).