ومنه قول الشاعر (?):
يحج مأمومة في قعرها لجف ... قاست الطبيب قذاها كالمغاريد
وقال العجاج (?):
لقد سما ابن معمر حين اعتمر ... مغزى بعيدا من بعيد وضبر
قوله: اعتمر، أي قصد.
الثالث: أن أصل الحج في اللغة: زيارة شيء تعظّمه. قاله الليث (?).
الرابع: أن الحج: الحلق، يقال: احجج شجتك، وذلك أن يقطع الشعر من نواحي الشجة ليدخل المحجاج في الشجة، فيكون المعنى: حج فلان أي حلق. قاله قطرب (?).
قال القفال: "وهذا محتمل لقوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] أي حجاجا وعمارا، فعبر عن ذلك بالحلق فلا يبعد أن يكون الحج مسمى بهذا الاسم لمعنى الحلق" (?).
والقول الأول أولى بالصواب، وعليه الجمهور، لأن قولهم رجل محجوج إنما هو فيمن يختلف إليه مرة بعد أخرى، وكذلك محجة الطريق هو الذي كثر السير إليه" (?).والله أعلم.
و(أو) في قوله: {أَوِ اعْتَمَرَ}، للتنويع؛ لأن قاصد البيت إما أن يكون حاجاً؛ وإما أن يكون معتمراً" (?).
وقي أصل (العمرة)، في اللغة: أقوال:
أحدهما: أنها من القصد. قاله الزجاج (?).
قال الأزهري: "وقد يقال: الاعتمار القصد، وأنشد للعجاج (?):
لَقَدْ سَمَا ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ ... غْزًى بَعِيدًا من بَعِيدٍ وَضَبَرْ
يعنى: حين قصد مغزًى بعيدًا " (?)
ومن ذلك قول أعشى باهلة (?):