قوله تعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} [البقرة: 158]، " أي من قصد بيت الله للحج أو العمرة" (?).

قال المراغي: " أي فمن أدى فريضة الحج أو اعتمر" (?).

قال ابن عثيمنن: أي: فمن "قصده لأداء مناسك الحج؛ و (الْبَيْتَ) هو بيت الله؛ أي الكعبة" (?).

قال الطبري: أي"فمن أتاه عائدًا إليه بَعدَ بدء" (?).

وكل من أكثر الاختلاف إلى شيء فهو (حَاجٌّ إليه)، ومنه قول الشاعر (?):

لأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولا كثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا

فقوله: (يحجون)، يكثرون التردد إليه لسُودده ورياسته. وإنما قيل للحاج " حاجّ "، لأنه يَأتي البيت قَبل التعريف، ثم يعود إليه لطَواف يوم النحر بعد التعريف، ثم ينصرف عنه إلى منى، ثم يعود إليه لطوَاف الصَّدرَ، فلتكراره العودَ إليه مرّة بعد أخرى قيل له: " حاجٌّ (?).

واختلف في أصل (الحج)، على أقوال:

الأول: أن الحج في اللغة: كثرة الاختلاف إلى شيء والتردد إليه، فمن زار البيت للحج فإنه يأتيه أولا ليعرفه ثم يعود إليه للطواف ثم ينصرف إلى منى ثم يعود إليه لطواف الزيارة ثم يعود إليه لطواف الصدر. وهذا قول الطبري (?)، وكثير من أهل اللغه.

الثاني: أن أصل الحجّ: القصد، وكلّ من قصد شيئًا فقد حجّه. وهذا اختيار الزجاج (?)، والبيضاوي (?)، وغيرهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015