قال ابن عثيمين: أي قالوا: بقلوبهم، وألسنتهم إنا ملك لله يفعل بنا ما يشاء، " (?).
قال الزجاج: " أي نحن وأموالنا لله ونحن عبيده يصنع بنا ما شاء، وفي ذلك صلاح لنا وخير" (?).
قال أبو حيان: " معناه الإقرار بالملك والعبودية لله، فهو المتصرّف فينا بما يريد من الأمور" (?).
قال أهل العلم: "إن إسناد الإصابة إلى المصيبة، لا إلى الله تعالى، ليعم ما كان من الله، وما كان من غيره. فما كان من الله فهو داخل تحت قوله: {إِنَّا لِلَّهِ}، لأن في الإقرار بالعبودية تفويضاً للأمور إليه، وما كان من غيره فتكليفه أن يرجع إلى الله في الإنصاف منه، ولا يتعدى" (?).
وقد أمال نصير (النون) في قوله {إنا لله}، فأمال قتيبة {النون واللام} جميعا، فخمها الباقون (?).
قوله تعالى: {وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، أي: " وإنا إليه صائرون فنرجو ثوابه" (?).
قال الزجاج: " أي نحن مصدقون بأنا نبعث ونعطي الثواب على
تصديقنا، والصبر على ما ابتلانا به" (?).
قال الثعلبي: أي" {وإنا إليه راجعون} في الآخرة" (?).
قال ابن كثير: " أي: تسلَّوا بقولهم هذا عما أصابهم، وعلموا أنَّهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثْقال ذرَّة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة" (?).
قال أبو حيان: " إقرار بالبعث وتنبيه على مصيبة الموت التي هي أعظم المصائب، وتذكير أن ما أصاب الإنسان دونها فهو قريب ينبغي أن يصير له" (?).
قال البيضاوي: " وليس الصبر بالاسترجاع باللسان، بل به وبالقلب بأن يتصور ما خلق لأجله، وأنه راجع إلى ربه، ويتذكر نعم الله عليه ليرى أن ما أبقى عليه أضعاف ما استرده منه فيهون على نفسه، ويستسلم له" (?).
قال أبو السعود: " وليس الصبر هو الاسترجاع باللسان بل بالقلب بأن يتصور ما خلق له وأنه راجع إلى ربه ويتذكر نعم الله تعالى عليه ويرى أن ما أبقى عليه اضعاف ما استرده منه فيهون ذلك على نفسه ويستسلم" (?).
قال ابن عطية: " جعل هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب وعصمة للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة، وذلك توحيد الله والإقرار له بالعبودية والبعث من القبور واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له" (?).