في الخبر «إنما الصبر عند أول صدمة» (?) " (?).

قال البيضاوي: " الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو لمن تتأتى منه البشارة" (?).

قال الراغب: " المصيبة: من: أصاب السهم، إذا بلغ على صواب، وهي في الأصل صفة، وليس يريد بالقول اللفظ فقط، فإن التلفظ بذلك مع الجزع القبيح والسخط للقضاء ليس يعني شيئاً وإنما يريد تصور ما خلق الإنسان لأجله، والقصد له والاستهانة بما يعرض في طريق الوصول، فأمر تعالى ببشارة من اكتسب العلوم الحقيقية وتصورها، وتصور بها المقصد ووطن نفسه عليه" (?).

قال القرطبي: "و (المصيبة): كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه، يقال: أصابه إصابة ومصابة ومصابا. والمصيبة واحدة المصائب. والمصوبة "بضم الصاد" مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز المصائب، وأصله الواو، كأنهم شبهوا الأصلي بالزائد، ويجمع على مصاوب، وهو الأصل. والمصاب الإصابة، قال الشاعر (?):

أَظُلَيْمُ إن مُصَابَكم رَجُلا ... أَهْدَى السّلامَ تحيَّةً ظُلْمُ

وصاب السهم القرطاس يصيب صيبا، لغة في أصابه (?)، والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت، وتستعمل في الشر" (?).

قال أبو حيان: " و (المصيبة): كل ما أذى المؤمن في نفس أو مال أو أهل، صغرت أو كبرت، حتى انطفاء المصباح لمن يحتاجه يسمى: مصيبة. وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلّم، أنه استرجع عند انطفاء مصباحه (?) " (?).

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا همٍ، ولا حزن، ولا أذىً، ولا غم, حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه" (?)، والنصب التعب، والوصب: المرض، وقيل هو المرض اللازم (?).

وإن قيل: ولم قلت إن الأمر بالصبر يقتضي العلم، وما الصبر من العلم؟ قيل: "الصبر على الحقيقة إنما يكون لمن عرف فضيلة مطلوبة، ولهذا قال الخضر لموسى لما علم أن ليس يرف مقصده في فعله قال: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف: 67 - 68]، فدل أن حقيقة تحمل الصبر لأبد له من معرفة المقصود به" (?).

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا للَّهِ} [البقرة: 156]، أي: إنا لله" عبيدا وملكا" (?).

قال الصابوني: "أي استرجعوا وأقروا بأنهم عبيد الله يفعل بهم ما يشاء" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015