قال ابن عطية: " فالمراد بشيء من هذا وشيء من هذا فاكتفى بالأول إيجازا ولذلك وحد" (?).
وقرأ الضحاك: {بأشياء}، على الجمع، والمعنى قريب بعضه من بعض (?).
وإنما قال {بِشَيْءٍ} على الوحدان، ولم يقل بأشياء على الجمع لوجهين (?):
الأول: لئلا يوهم بأشياء من كل واحد، فيدل على ضروب الخوف والتقدير بشيء من كذا وشيء من كذا.
الثاني: معناه بشيء قليل من هذه الأشياء.
وقال الإمام الطبري: "وإنما قال تعالى ذكره: " بشيء من الخوف " ولم يقل بأشياء، لاختلاف أنواع ما أعلم عبادَه أنه مُمتحنهم به. فلما كان ذلك مختلفًا - وكانت " مِن " تَدلّ على أنّ كل نوع منها مُضمر " شيء "، فإنّ معنى ذلك: ولنبلونكم بشيء من الخوف، وبشيء من الجوع، وبشيء من نقص الأموال - اكتفى بدلالة ذكر " الشيء " في أوله، من إعادته مع كل نوع منها، ففعل تعالى ذكره كل ذلك بهم، وامتحنهم بضروب المحَن" (?).
قوله تعالى: {مِنَ الْخَوْفِ} [البقرة: 155]، أي: "وشيء من الخوف" (?).
قال ابن عطية: " يعني من الأعداء في الحروب" (?).
قال الطبري: يعني: من الخوف من العدو" (?).
قال ابن عثيمين: معناه: "الذُّعْر؛ وهو شامل للخوف العام، والخوف الخاص؛ الخوف العام: كأن تكون البلاد مهددة بعدو؛ والخوف الخاص: كأن يكون الإنسان يبتلى بنفسه بمن يخيفه ويروعه" (?).
قال ابن عباس: " {الخوف}: يعني: خوف العدو" (?).
قال الشافعي: "خوف العدو" (?).
قال النسفي: " خوف الله والعدو" (?).
قوله تعالى: {وَالْجُوعِ} [البقرة: 155]، أي: "وشيء من الجوع"" (?).
قال الطبري: "وهو القحط، يقول: وبسَنه تُصيبكم ينالكم فيها مجاعة وشدة، وتتعذر المطالب عليكم" (?).
وفي قوله تعالى: : {وَالْجُوعِ} [البقرة: 155]، وجهان:
أحدهما: أن المراد: الجوع بسبب يعني المجاعة والقحط. وهذا في قول ابن عباس (?).
والثاني: أنه الجوع في شهر رمضان. قاله الشافعي (?).