وعبّر عنه أبو حيان بقوله: " وقيل: هؤلاء أهل مكة، خاطبهم بذلك إعلاماً أنه أجاب دعوة نبيه صلى الله عليه وسلّم فيهم، وليبقوا يتوقعون المصيبة، فتضاعف عليهم المصيبات" (?).
قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} [البقرة: 155]، " أي ولنختبرنكم (?).
قال الثعلبي: أي: " ولنختبرنكم يا أمة محمد" (?).
قال ابن عطية: "معناه: لنمتحننكم" (?).
قال المراغي: " أي والله لنمتحننكم" (?).
قال أبو السعود: أي: " لنصيبنكم إصابة من يختبر أحوالكم، أتصبرون على البلاء وتستسلمون للقضاء" (?).
قال القرطبي: أي: "لنمتحننكم لنعلم المجاهد والصابر علم معاينة حتى يقع عليه الجزاء، والبلاء يكون حسنا ويكون سيئا. وأصله المحنة" (?).
قال ابن كثير: "إذ "أخبر تعالى أنه يبتلي عباده المؤمنين، أي: يختبرهم ويمتحنهم، كما قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31] فتارة بالسراء، وتارة بالضراء" (?).
قال ابن عباس: " أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دارُ بلاء، وأنه مبتليهم فيها، وأمرَهم بالصبر وبَشّرهم فقال: {وبشر الصابرين}، ثم أخبرهم أنه فعل هكذا بأنبيائه وصَفوته، لتطيب أنفسهم فقال: {مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا} " (?).
واختلف النحويون في فتح (الواو) في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} [البقرة: 155]، على قولين (?):
أحدهما: . أنها مفتوحة لالتقاء الساكنين. قاله سيبويه (?).
الثاني: وقال آخرون: أنها مبنيه علي الفتح.
قال الزجاج: "فالذين قالوا إنها مبنية على الفتح غير خارجين من قول سيبويه، وكلا القولين جائز" (?).
قوله تعالى: {بِشَيْءٍ} [البقرة: 150]، " بشيءٍ يسير من ألوان البلاء" (?).
قال الزمخشري: أي: "بِشَيْءٍ قليل (?) من كل واحد من هذه البلايا، و (شيء) هنا للتقليل؛ ويحتمل أن يكون للتكثير.
قال أبو السعود: " أي بقليل من ذلك فإن ما وقاهم عنه أكثر بالنسبة إلى ما أصابهم بألف مرة وكذا ما يصيب به معانديهم وإنما أخبر به قبل الوقوع ليوطنوا عليه نفوسهم ويزداد يقينهم عند مشاهدتهم له حسبما أخبر به وليعلموا أنه شيء يسير له عاقبة حميدة" (?).