ثم قال: " فإن قال قائل فكيف يكون جواب " (كما أرسلنا) (فاذكروني أذكركم)، فالجواب ههنا إنما يصلح أن يكون جوابين لأن قوله، (فاذكروني) أمر، وقوله (أذكركم) جزاء اذكروني: والمعنى إن تذكروني أذكركم" (?).
وإن قيل: (كما) هل يجوز أن يكون جوابا؟ قلنا: جوّزه الفراء (?) وجعل لأذكروني جوابين:
أحدهما: {كما}.
والثاني: {أذكركم}، ووجه ذلك لأنه أوجب عليهم الذكر ليذكرهم الله برحمته، ولما سلف من نعمته (?).
قال الرازي: "والوجه الأول أولى، لأنه قبل الكلام إذا وجد ما يتم به الكلام من غير فصل فتعلقه به أولى" (?).
وقد ذكروا في وجه التشبيه في قوله {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا} [البقرة: 151]، قولان (?):
الأول: إن قلنا الكاف متعلق بقوله ولأتم نعمتي كان المعنى أن النعمة في أمر القبلة كالنعمة بالرسالة لأنه تعالى يفعل الأصلح.
الثاني: وإن قلنا إنه متعلق بقوله تعالى: {اذكروني} دل ذلك على أن النعمة بالذكر جارية مجرى النعمة بالرسالة.
قوله تعالى: {يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا} [البقرة: 151]، "أي يقرأ عليكم القرآن" (?).
قال مقاتل: أي"القرآن" (?).
قال الثعلبي: " يعني: القرآن" (?).
قوله تعالى: {وَيُزَكِّيكُمْ} [البقرة: 151]، "أي ويطهركم، وينمي أخلاقكم، ودينكم" (?).
قال مقاتل بن سليمان: " يعنى: ويطهركم من الشرك والكفر" (?).
قال مقاتل بن حيان: "ويطهركم من الذنوب" (?).
قال الثعلبي: " أي يعلمون من الأحكام وشرائع الإسلام" (?).
قال ابن كثير: " أي: يطهرهم من رذائل الأخلاق ودَنَس النفوس وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور" (?).
قال البيضاوي: " أي يحمِلُكم على ما تصيرون به أزكياءَ (?)، قدمه باعتبار القصد وأخره في دعوة إبراهيم عليه السلام باعتبار الفعل" (?).
قال الصابوني: " أي يطهركم من الشرك وقبيح الفعال" (?).