وكذا قيل في قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6] أي الذين آمنوا (?)،
قال الثعلبي: " يؤيد هذا القول ما روى أبو بكر بن مجاهد عن بعضهم إنه قرأ بعضهم: {إلى الذين ظلموا}، مخففا يعني: مع الذين ظلموا" (?).
ومعنى الآية على هذا القول: "لئلا يكون للناس، يعني اليهود عليكم حجة في أمر الكعبة حيث لا يستقبلونها وهي قبلة إبراهيم فيقولون لكم تزعمون إنكم على دين إبراهيم ولم تستقبلوا قبلته ولا للذين ظلموا وهم مشركوا مكة لأنهم قالوا: إن الكعبة قبلة جدنا إبراهيم فما بال محمد تحول عنها فلا يصلي إليها ويصلي إلى قبلة اليهود" (?).
وأبطل الزجاج والفراء هذا الوجه الثالث:
فقال الزجاج: "هذا خطأ عند الحذاق من النحويين، وفيه بطلان المعاني" (?).
وقال الفراء: " هذا صواب فِي التفسير، خطأ فِي العربية، إنما تكون (إلا) بمنزلة (الواو)، إذا عطفتها على استثناء قبلها، فهنالك تصير بمنزلة (الواو) " (?).
والأقرب - والله أعلم - أن الاستثناء منقطع؛ "لأن قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} هذا عام شامل؛ لكن من ظلَم من اليهود، أو المشركين، فإنه لن يرعوي بهذه الحكمة التي أبانها الله عزّ وجلّ" (?).
وقرأ زيد بن على رضى اللَّه عنهما: {ألا الذين ظلموا منهم}، على أنّ ألا للتنبيه ووقف على {حجة}، ثم استأنف منبها (?).
قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ} [البقرة: 150]، أي: " فلا تخافوهم" (?).
قال السدي: " يقول: لا تخشوا أن أردَّكم في دينهم" (?).
قال الزمخشري: أي: " فلا تخافوا مطاعنهم في قبلتكم فإنهم لا يضرونكم" (?).
قال الثعلبي: أي: فلا تخافوهم" في انصرافكم إلى الكعبة وفي تظاهرهم عليكم في المحاجة والمجاوبة فاني وليكم أظهركم عليهم بالحجة والنصرة" (?).
قال الواحدي: أي: " لا تخشوهم في انصرافكم إلى الكعبة، وفي تظاهرهم عليكم في المحاجّة والمحاربة" (?).
قال المراغي: " أي فلا تخشوا الظالمين في توجهكم إلى الكعبة، لأن كلامهم لا يستند إلى حجة من برهان عقلى ولا هدى سماوى" (?).
قال ابن كثيرأي: "لا تخشوا شُبَهَ الظلمة المتعنتين" (?).
قال أبو السعود: أي: " فإن مطاعنهم لاتضركم شيئا" (?).